المشاركات

عرض المشاركات من 2021

خُلِقتَ مُحارباً

صورة
  هكذا أتيت الى الدنيا ،، محاربا وبدون بدلة قتال ... أتيت لتُحيك بنفسك ملامح بدلتك القتالية ، تنسج درع قيمك وتخيط مقاسات أخلاقك التي ستواجه بها معركتك مع الحياة . أنت وحدك ،، من سيصنع النصر ،، ويرفع الراية ، ويسطر البطولات ..  ويخلد للتاريخ أسماء الملاحم التي خاضها مع نفسه والعالم .. منذ صغرك،، وسنن الكون تُعِدّ منك محاربا مؤهلا للقتال .. فها أنت تصارع رحم أمك وتواجه رصاص طلقاتها كي تخرج الى الدنيا باكيا ،، إبّان فوزك بأول معركة لك مع الوجود .. وتستمر سلسلة البطولات وعلى بعد أشهر قليله من معركة الوجود ،، تسطّر نصرا جديدا على هيئة خطوات تصارع بها توازنك المختل .. تخيط بها المسافة بين حضن أمك وجدار الغرفة المهرول إليها فرحا ..  وفِي تلك الأثناء وعلى مقربة من ثغرك تحتدم في جوفك أبجدية التعبير وتتلعثم الحروف عند باب شفتيك .. فها أنت تحارب من جديد مع صوتك المرتجف وتعابيرك المرتبكة .. لتنزح الى الخط كلما قويت أصابع كفيك .. فتنقل معركتك مع الكلام من رصاص الصوت الى رصاص القلم .. وتستمر المعارك ،،  وتتوقف انت عند كل انتصار لتلتقط أنفاسك وتجهز جيشك الغازي ،، وهذه المرة انت تصارع الورق ونصوص الأس

الثِّقل الشعوري

صورة
ولأنك الروح ونفثة من البَوح .. لأنك المعنى قبل أن تكون المادة .. والأثير قبل أن تكون الأثر ،، لأنك الإنسان فإن للزمان معك حديثٌ آخر .. يخاطبك من المكان الذي اخترت لنفسك أن تنزل فيك وتحط فيه راحلة شعورك ..  ولأن الأزمنة ثلاث " ماضٍ وحاضرٌ ومستقبل" فإن معادلة العمر تتفاوت من شخص لآخر.. فتجد من تخطى حد الكهولة ولم يهرم .. وتجد على الجانب الآخر من عبر نصف تلك المسافة فأكل الزمان عليه وشرب.  نعم ،، هكذا تتفاوت النتائج ببساطة ،، تتغير المعادلة بحسب المكان الذي ترعرع فيه شعورك وكبر ..  فما أنت أيها القارئ سوى مضغة مخلقة بهيئة جسد مادي ونفخة نورانية من جسم شعوري لايعمل إلا إذا لمسهُ الزمان وبدأ عداد نبضه بالحساب ..  ولك أنت حرية الاختيار في أن تنهك ذلك العداد بحسابات الماضي وفوضى الجرد والأرشفة أو أن تشغله بالتصفيات ضمن قائمة مرهقة من الحزن والغضب.  أو إن أردت هيأت لعداد نبضك الفرصة لينشغل بالمستقبل فيضرب أخماساً بأسداس ويحسب جدوى مخاوفه وقلقه من أمر لم يأتِ وتوجّسٍ لم يخرج من قُمقُمه بعد ولعله لن يخرج.  لك أيضا أن تختار العيش في جلباب اللحظة تعاصر الحاضر الذي تنصهر فيه كل الأزمان فم

" الضياع".. كشعور

صورة
أتساءل إن كان بالإمكان أن نشخّص الضياع " كشعور" يمكن قياسه على مستوى الروح .. نعم قد تتوه أجسامنا المادية في حقل المكان .. قد نلتف حول أنفسنا باحثين عن الطريق المؤدي لوجهتنا المقصودة .. لكننا في النهاية على الأغلب نستدل الطريق ونتبع الوصف.  لكن يا ترى ماذا لو ضلت أرواحنا في رحلة العمر؟ كيف لنا أن نجدها وندفع بها إلى سبيل الهداية والخلاص.  دعني أسألك باعتبارك أحد التائهين في دروب النفس : إلى أي درجة أنت ضائع ؟ هل أضعت الوجهة ..؟ أم أنك ضللت الطريق؟ أين أنت الآن ؟ وكم يفصلك عن حلمك؟ هل تفكر بالتراجع أم أنك تنوي إكمال المسير؟  ما الذي يشتت ذهنك ..  وعند أي منعطف أضعت بوصلة قلبك ؟  أكاد أستشعر بك وأنت تتحسس طرقات الذاكرة باحثا عن مسرح الحدث الذي أودى بتركيزك وشتت انتباهك.  لا أعلم أين تقبع الآن ..  لا أدري إلى أين جرفك سيل حزنك وأين حطت بك ريح إحباطك  لا أعلم أين قذف بك موج خوفك العاتي لكن ما يمكنني إدراكه حقاً في هذه اللحظة هو أنك على قيد الحياة ..  تبحث في سفوح اليأس عن زهور الأمل الباقية ،،  تغفو عند بوابات الفجر لتنهل من معين الشمس عند طلعتها ..  وفي الليل يستقطبك ضوء القمر ف

جروحك المتخمة و فقه الحداد

صورة
بطبيعتنا نحن البشر كثيرا ما نشبه الأرض ،، نشبهها بكل ندوبها وتعاريجها .. نشبه أوطاننا بكل جراحاته الممتدة على هيئة حدود متخمةٍ بالفراق ومشوّهةٍ بسياجات الفصل والتمييز ..  هكذا نحن،، نتنمّط في هذه الحياة وفقاً لطريقة تعاطينا مع الجروح وتتشكل سماتنا وفقاً لردود أفعالنا مع الألم وشكل استجابتنا للمثيرات من حولنا وعلى هذا الأساس تتكون خرائطنا الشخصية ..  فما أنا وأنت أيها القارئ إلا مساحة رحبة خصبة كانت مستعدة يوما ما للاخضرار تواقة للازدهار جاهزة للحرث مستسلمة لانهمارات الغيم متعطشة للمطر ..  بل ومصممة لمجابهة السيول والتعامل مع رجّات الأديم ،، لكنها كانت موعودة بعبث الإنسان وعنجهيته دون أن تدري .. ليكلفها ذلك العبث أسطورة اتحادها وتكاتفها .. ولتنقسم بعدها وتتشرذم ولتسقط في مؤخرة العالم.  ولأنني وأنت نخشى التيه في دهاليز النفس ونخاف الشتات كان حقا علينا أن نختار هيئة تضاريسنا النفسية ونتفهم مدى وعورة الروح التي تحملها أجسادنا المتأهبة دوما لتلقي الضربات على هيئة اعتلالات تصيب أجهزتنا المناضلة.  ولأننا من الصغر تربينا على الصلابة في مواجهة الأقدار والتصدي للأخطار أصبحنا نرى أن القوي هو من ي

الديون العاطفية وسُبل السداد

صورة
تكلّفنا المشاعر "غير المعلنة" الكثييير أثناء رحلة التعافي والتصالح مع الذات .. تلك العاطفة المخزّنة على هيئة ديون مُرهِقة تسنزف الروح وتشتت الذهن ،، لقد أصبح هذا القلق المكبوت يتدخل في حياتنا ويعبث في عدادات وعينا ويضعف دفاعاتنا مما يعرضنا للشك وعدم اليقين في قدراتنا وفي نوايا الناس من حولنا ..  يا لها من مخاطرة مطوّلة تستنفذ طاقتنا وترغمنا على التأهب والتيقظ طيلة الوقت . ولأن الديون العاطفية أثقل الحمول النفسية فإنها تغرّم صاحبها الكثير من التعب النفسي والخسارات الشخصية على مستوى العلاقات والعمل. فأن تعيش الحياة غير قادر على التعبير عن ألمك لحظة وقوعه .. تحيط بك مخلفات الماضي وتصورات المستقبل أمر يدعو إلى استفزاز مشاعر الغضب والقلق .. واستثارة عواصف الحنين الضار إلى الماضي وتفعيل إشعار المقارنات المدمّرة بين ما كان وما عليه الأمر الآن ..  تذكر أيها المتعثر في دروب الحياة أن كل ما يقع خارج نطاق سيطرتك (كالماضي والمستقبل) يعرّضك لخطر الإصابة بالقلق المزمن.. لذا من الحكمة أن تعيش اللحظة كي "تهدأ ".  فعندما تنوي العيش في جلباب الماضي ستجد أن هناك تاريخاً مهولاً يحتاج م

فقه الإعتراف والتسليم

صورة
 لا يمكننا الوصول لقمة التسليم قبل أن نتجاوز عقبة الإعتراف .. الإعتراف بالألم .. بالهزيمة .. بالضياع .. بالفقد .. بكل شعور جارف نحو الهاوية لنتمكن من التقدم في أولى خطوات الإصلاح النفسي والسلام الداخلي لذا يتعيّن عليك أحيانًا أيها المُقاوم أن تستسلم ،، نعم تستسلم ..  لكن هذه المرة ليس لعدوك.. بل لنفسك!!  وكل ما عليك فعله لترفع رايتك البيضاء هو أن " تعترف" حين يتطلب منك الموقف أن تُقرّ بهزائمك النفسية..  إعترف بمشاعرك لحظة وقوع الحدث وعبّر عنها كي تعبر بأمان للجانب الآخر من المشهد حيث تتوافر الحلول وتتجلى الحكمة.  لا تخشَ رهبة الإنكسار ولا ألم الجراح لا تخجل من دموعك ولا تخفي ضعفك أمام قلبك الخفّاق كن حقيقيا ..  واعترف بمدى احتياجك بدوافع احتجاجك بذكرى اجتياحك ثم استسلم..  استسلم للقدر  وأعلن الوقوف مرة أخرى وعد للحياة من حيث مت.  #دعاء_العواودة القاهرة

شعوري الهارب.. أين أنت؟

صورة
  ما أشقى ،، أن يهرب شعورك منك ..  وسط اكتظاظ الأحداث وتسارعها ،، تناديه فيخونك جوابه .. تستدعيه فيستعصي عليك الإتيان به.. تجتهد بالبحث عنه .. وحين تهم باصطياده يعيد عليك تجربة الهروب  أسعفيني ،،  أيتها العاطفة أسعفيني ولتعصفي في جنبات قلبي ..  لتستدرّي الدموع ولتحيلي قفار صدري لمرجٍ يتسع للربيع أستعيديني ..  أيتها المشاعر استعيديني وأخرجي الروح من محبسها كي تعانق الحياة أنجبيني من جديد ،،  فإني أتوق لأجنّة أحاسيسي المرهفة التي تستجيب للمسات النسيم  وتنتبه لبوح الأمواج الضائعة وسط العاصفة إرجعي لي .. دعيني أعيشُ فصول العمر كلها أتنقل بين طيوف الألوان عودي،،  فقد اشتقت للحياة #دعاء_العواودة  سيناء   التاسع من أغسطس 2021 

تَجاوُز ..

دائما ما تتجاوزني ألسنة الموج .. تتخطفني .. تحادثني عن قرب  تتخطى حدود الشاطئ لتعبّر عن شوقها الممتد بغمرةٍ دافئة ..   لا حدود للتعبير هُناك ،،  عندما يفيض الحنين سيلمسك تيّار الشوق دفقة دفقة .. ولأن الطبيعة صامتة ،، وأمواج البحر صادقة  .. لن يخدعك زيف الزبد المضمحل ،، ولن يُعبّأ عينك كثرته ..  ستميل لصوت الموج المتسارع نحوك..  ستنصت إليه لتفهم بوحَه ..  سيلهمك حديثه الصادق الذي تجاوز جوفه العميق قبل أن يمر في حنجرته ..  هل تعرف أن تكون كالبحر في تجاوزه المباح والصادق 🤍 #دعاء_العواودة  لقطات مصورة من: شاطئ البحر الأبيض - سيناء

مسير ..

صورة
كم أرهقني .. المسير وكم أزهق قطار العمر أزهار الحقول..  في رحلة المصير لا زلت أتعثر يا رفاق،،  ولا زالت أمامي الكثير من الخُطى لأجتاز ضفاف حزني لا زلت أحلم يا أصدقاء،،  لكن الليل طال..  ولا زال يفصلني عن الصبح سواتر الليل وأسوار صمتي العالية ها أنا ذا على الدرب ،،  أقطع أفكاري الوعرة  وأبارزُ الريح العاتية بشراع أملي الوحيد أسبح مع التيار ..أو ضدّه إن لزم الأمر سأظل وفيّةً لك أيها الطريق ،،  وإن تبدّلت طُرق العبور ..  ما دامت وجهتي واضحة وحلُمي مشروع ما دام حظّي بانتظاري فلن أركن للرجوع   #دعاء_العواودة  سيناء  22/7/2021

مُريد ..

صورة
  لماذا يجب علينا دائما أن نختار؟؟ ونتخبط بين تلك الاختيارات ؟ في حين أنه يمكننا صنع " عروضنا المميزة " دون أن تفرض علينا الحياة عروضها المحدودة.  لماذا لا نستقل في رسم قراراتنا التي نراها مناسبة عِوضا عن أن تقرر لنا الأوضاع ما يناسبنا.!!  لما لا نتكلم بلسان الإرادة ونطلب بشكل صريح ما نرغب به؟ لما نلجأ للاحتمالات والخيارات المتاحة ونظن أن الدنيا قد انحسرت فيها رغم فسحة الكون وسعة صدر الحياة.  لمَ نؤثر على أن نتنفّس من ثقبٍ ضيق ونحسب عدد جُرعات الهواء رغم كرم الله المُطلق ومجانيّة الموارد التي تقوم عليها معيشتنا. قالها سيدنا يُوسُف عليه السلام حين حدّدت لهُ الحياة شكل المصير المتربص به: " السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه"  لقد اختار السجن على الغواية حين وضع تحت ضغط الواقع ولم يطلب بالشكل الصريح أن يصرف كيد هؤلاء النسوة عنه.  وفي الثانية وبعد أن نضجت تجارُبه واستوت حكمته قال: " إجعلني على خزائن الأرض"  ليحدد طلبه ويفعّل إرادته في أن يكون ملكاً للبلاد بعد أن مكّنه الله في العلم والفهم.  صحيح ..  أن الحياة قد تضعنا أحيانا في خندق الاختيار وشحّ التطلعات لتستن

بلا عنوان ..

صورة
هكذا،، بلا عناويين واضحة أصبحنا نبحث في رسائل الغرباء عن إجابات جليّة لتساؤلاتنا المبهمة.. واستفهاماتنا العالقةِ في دروب النفس الموحشة هكذا،، اعتادت حناجرنا على الصمت ..  خوفاً من أن يكلفنا السؤال رحلة البحث ولأننا إعتدنا التمدّن وألِفنا الإستقرار وبات الترحال بحثاً عما يُشبعنا يضني أرواحنا المدللة بتنا نبحث عبر النوافذ الإلكترونية وبرؤوس أناملنا المرهفة عن إجاباتٍ معلبة تُسعف جوع النفس المعقدة لقد تعودنا على الجاهز في كل شيء .. حتى تدهورت صحتنا النفسية وتكدرت أرواحنا النقية ولو عُدنا حيثُ كُنا .. لأدركنا أن الأصل في السؤال يكمن في "رحلة البحث" عن جذور الإجابات .. عبر الغوص في بحر التجارب وبطون الافتراضات. الأصل،،  أن نرجع للبدايات حيث بداوة الاعتقادات وطهارة الأفكار وذكاء الروح الفطري في اعتناق الإجابات الشافية.  #دعاء_العواودة  القاهرة 

إكسير

صورة
أنت كائن مجبول على التغيُّر ... على التطوُّر لا شيء يمكن أن يوصلك بأهدافك سوى مادة " التغيير والتحسين المستمّر" لا بد أن تمُر في أطوار التّغيير كلها التي تحتاجها روحك كي تتقدم للأفضل وتكاد تكون مادة التغيير تلك هي " إكسير الحياة " لهذه البشرية.  لقد جُبل كل شيء فينا على التَّطور من أصغر خلية لأكبر جهاز.. وأن تتماهى مع هذا المطلوب الكوني هو فرصتك الوحيدة " للحياة " . #دعاء_العواودة القاهرة 

صُعداء

صورة
 ثم إن الصعود إلى القمم البارزة  .. أهون على النفس من التخبّط فوق السهول المبهمة باتت مهمة تحديد الهدف وتجلّيه في هذا الزمان المشتت من أسمى مطالب الروح التي جُبلت على التحليق والاكتشاف هيا فلنسمح لأرواحنا المتعبة أن تجد لها طريقاً تسمو من خلاله لنفتح لها مجال إبداعنا الجوي .. ولندفعها لآفاق المعرفة .. لنؤهلها للتدفق والتعبير عن كُنهها كما قُدّر لها أن تكون .. فلتتعب الأجسام لتهنأ الروووح  ................. دعاء العواودة القاهرة

موازين

صورة
 لو قُدّر للمشاعر أن توزن لرجحت كفّة " الحنين" ..  ولو قُدّر للمخاوف أن تُحسب لغلبت كفة " الغياب " نحن نتراوح بين ملاذات الشوق وعذابات الفراق ننزح إلى الذكريات ونخشى الرحيل عن الماضي #دعاء_العواودة 

الشواطئ المتآكلة وغرق الشركات

صورة
  يقال ،، " أن البحر عندما أراد أن يعبّر عن نفسه ذات يوم تجلّى على هيئة شاطيء "  .. فتلك السواحل الساحرة من حولك هي أجمل ما عبّرت عنه البحار عندما أرادت أن تكشف بدلال عن أعماقها الدفينة .. وعلى سبيل الشركات تجد أنها تشبه إلى حد ما أسلوب المحيطات العملاقة في التعريف عن نفسها ،، ف للشركات أيضا شطآن ،، ألا وهي" منتجاتها " التي لا زالت تُدهش الجنس البشري .. لقد نجحت السواحل على مرّ الزمان من أن تستقطب بجمال أجوائها الزائرين والسيّاح بُغية الاستجمام والتنعّم بأنفاس الطبيعة النقية إلاّ أنها تعرضت في الأزمنة الأخيرة لتغييراتٍ قاسية أفقدتها ذلك السحر ..  فقد شوهت ظاهرة " تآكل الشطآن" جمال تلك المساحات الخلاّبة .. بفعل عوامل التعرية البحرية التي نشأت إبان أزمة الاحتباس الحراري واختناق غلافنا الجوي " بأكاسيد الكربون " ونواتج الغازات الدفيئة التي ساهمت في ذوبان قمم كوكبنا القطبية المتجمدة والتي لم تجد لها مكاناً يحتضنها سوى بطون البحار لترتفع بذلك مناسيب المياة وتُغرق بدورها وجه الشاطئ  ..  لا ننسى أيضاً تأثير القمر على السواحل وحديثه الصاخب مع الأمواج ا

الأُلفة الذهنية مع الأهداف

صورة
هل جرّبت أن تُصاحب فكرة؟ أو أن تخطب ودّ حُلم يراودك؟ هل فكّرت أن تُنشيء علاقة مع مستقبلك؟ أوتخرج في نزهة تأملية مع عقلك؟ كم مرّةً خلوت بطموحك؟ وسهرت مع مخيّلتك؟ وسرحت بخواطرك؟ حسنا دعك من هذا كله وأخبرني كم مرة شعرت بالغربة وأنت تتحدث عن أهدافك ؟ كم مرّة أحسست بأنها بعيدة عنك أو أنها لا تشبهك؟ إن أملت برأسك وبدأت تعُد وسبق لك أن عشت تلك التجربة فاسمح لي أن أواري لك جزءا من باب المعرفة لتفتش فيها عن ضالتك .. اسمح لي أن أساعدك لعلّك تجد خلف ذلك الباب شيئا من الإجابة ، أو لربما تتعثر بدليل يقودك إلى حلٍّ يجمع شتات روحك  .. دعني أخبرك أيها العابر أنني قد عانيت يوماً من " غربة الأهداف " وتعرضت للسقوط في فخ " الفجوات الذهنية " تلك الحفر التي حالت بيني وبين تحقيق أهدافي وعززت لدي الشعور بالغربة عن مستقبلي الذي كنت أحلم بالوصول إليه. لم أكن أعلم حينها أنني كنت أعيش الغربة في ذهني وعلى أرضي وبين بُنات أفكاري .. إلى أن اكتشفت تلك الثغرة التي نخرت في مخيلتي .. لأتعرف حينها على مفهوم " الأُلفة الذهنية " والتي تُعنى بضخ شعور الاعتياد لكل ما ترنو في الحصول عليه .. أدركت

فلسفة النتيجة والهدف

صورة
 تقدم لنا الحياة على طول الطريق المؤدي إلى الله .. أهدافاً ونتائج ،، وخلال رحلة التطور تلك تضيع منا بوصلة الوصول.. فنصاب بالتشتت ودون وعي منّا ترانا نركض خلف النتائج ونقفز عن الأهداف .. رغم أن النتيجة هي ابنة الهدف وخليفته،، فلو نظر العاقل لفعل " الصلاة " لوجد أن الهدف الأساسي منها هي التعبّد لله والتذلل إليه والتقرب منه .. والغاية الحتمية لنيّة ذلك الهدف بعد رضا الله عز وجل هو ( النهي عن الفحشاء والمنكر ) والراحة النفسية والبدنية والفوز بالجنة بإذن الله ولو أتينا لفعل " الذّكر " وأخص منه أذكار الصباح والمساء لوجدنا أن الهدف الأساسي منها هو الاتصال الدائم بالله ليلا نهارا حبّا وطاعة له وتقرباً لوجهه الكريم .. وبالتالي سنرى أن المحصّلة لهذا كلّه بعد رضا الله هو الحصن والأمان والحفظ منه عز وجل وهذا أيضا ما يحدث لنا مع " الدعاء ".. حين ندعو الله بُغية التذلل والانكسار له واللجوء إليه .. فنفعّل تلك النيّة ونترك أمر نتائج ذلك الدعاء تأتي تباعاً وفق كرم الله ورحمته وعطائة .. فلا نحمل همّ الإجابة كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بل نحمل همّ الدعاء ا

مهمة البحث عن كتالوجك الخاص

صورة
أتساءل إن كان الله قد أودع فينا أدوات ثمينة وإمكانات عظيمة نعول عليها في رحلتنا نحو الكمال .. هل أوجد الله يا ترى مع تلك الأدوات والإمكانات دليلاً نسترشد به لتوظيفها بالشكل والمكان المناسبين؟  -الإجابة: نعم وإن لم تكن تملك بعد " كتالوجك الخاص " الذي ستُفعّل به حياتك ،، فإني أدعوك لأن تقتني واحدا .. غير أن هذا الدليل العملي لا يمكنك شراؤه على الإطلاق .. بل عليك أن تبحث عنه وتحاول إيجاده في أعماااق أعمااااق ذاااتك.  فما حياتنا إلاّ " لعبة روحية " بِعدّة مستويات نحترفها ذهنيّا ونفسيّا، بهدف إحياء "مكنوناتنا الشخصية الخاملة " بين كل مرحلة وأخرى .. فيما يُدعى بعملية التطور، خدمةً لسموّك وارتقائك الروحي .. وهذه اللعبة لا يمكن تفعيلها بشكل صحيح إلا بكتالوج يشرح قوانين احترافها.  فكم نخطئ حين نمارس تلك اللعبة بتلقائية وكم نعبث بمستقبلنا حين نهمل قوانينها الثابتة .. كم نفوّت على أنفسنا أيها القرّاء فرصة الإرتقاء ونحن نتخبّط في ذات المستوى لسنوات جاهلين بكيفية اجتياز مرحلة علِقنا عندها.  فيكفينا أن ندرك هذه الآية التي يقول فيها الله عز وجل( إنما الحياة الدنيا لعبٌ و

استراتيجيات الترقيم

صورة
لمّا كانت الحياة كالنّص ،، ونحن كالكُتّاب .. أصبحت النقاط والفواصل بمثابة اللّحظات الفارقة التي يتحدد معها شكل قصّتنا.  وأصبح من دواعي الفطنة أن نفقه التعامل مع تلك " الحواجز المادية والنفسية".. أثناء تداولنا للحياة.  فبعض المواقف تتطلب منك ( نقطة) حاسمه تنهي فيها الأمر .. لتتيح لك الإنتقال للسطر الذي يليه في قفزةٍ جادة للبدء من جديد.  ونحن على مدار العُمر قد نخطئ في استخدام تلك الأدوات الفاعلة في إنهاء بعض المشاريع أو حسم بعض العلاقات أو ربما استمرار التقدم في أمر يبدو في ظاهره أنه قد انتهى في حين أنه ما زال ممتلِئاً بالفواصل التي تعني " إمكانية الإستمرار " ..  يُخفق الكثير منا في توظيف " نقاط عمره وفواصلها " .. فتراه يعمد للنقطة في موضوع لم يكن يتطلب منه سوى " فاصلة " يستريح عندها ليكمل بقية النص .. لكنه فكّر وآثر على أن يبتر الفقرة باكراً ليحصل في النهاية على ( نص غير مكتمل المعنى) ولو أنه صبر ليكمل تتمّة السطر لاستقامت روايته ولألهم النفوس من حوله .  وينجح آخرون في حسم بعض المواقف التي لا تحتمل مجاملات الفواصل ولا ينفع معها أي إضافة لأنها قد

توريث المعتقد

صورة
" إن أثمن ما يمكن توريثه على وجه هذه الأرض هو المُعتقد" به تُدارُ النفوس والأموال والعلاقات به تُشغّل منظومة الحياة بأكملها فإن كُنت حريصاً على أن تترك لمن خلفك " المال"  فاحرص أكثر على أن تترك لهم " الفِكر " الذي سيديرون فيه هذا المال.  والآن ؛؛  ما هو (الإرث الفكري) الذي تنوي توريثه لأبنائك؟  #دعاء_العواودة  #القاهرة 

مصباح أديسون الأبدي

صورة
 صدقوني،، كما أن هناك طريق سريع للنجاح فهناك أيضا طريق سريع لاجتياز الفشل في حياتنا. وكما قال توماس آديسون  بعد 1000 محاولة فاشلة لتشغيل المصباح : " الحمدلله أن جميع إخفاقاتنا قد احترقت، الآن يمكننا البدء مرة أخرى من جديد" معتبراً أن كل محاولة فاشلة قد تم إحراقها وأن المحاولة الأخيرة قد نجحت وتوهّجت للأبد💡 يا ترى هل اشتعلت محاولتك الأخيرة؟ أم ليس بعد.!  ✍️دعاء العواودة

ابن الوطن

صورة
تتزاوجُ الأرضُ مع السّماء .. فتنجب لنا " الوطن " وأنا ابن الوطن ؛ وحفيدُ الأرض وُلدّتُ وفي يدي مِعوَل سويّتُ به الجبل .. وأقمتُ به السّهل أجريتُ بهِ الساقية .. وشققتُ به الدّروب الباقية أنا إبن الوطن .. وسليلُ الماء ابن بطن السّماء بِعزمي ..  لمستُ وَجنة القمر وبفكري .. ناطحتُ أجنحةَ السّحاب تناولتُ أبعاد الكونِ .. في صحن قمرٍ صناعي صنعتهُ بيدي هكذا أرادني الله .. الخليفة في الأرض والوارث لجنّةِ السماء #دعاء_العواودة #القاهرة 

إثبَت

صورة
إبقَ جميلاً مهما تغيّرت خلفية الأحداث  فكل مايجري من حولك محاولة لإثبات " صمودك ونقاء معدنك " إثبت..  عندما تُغيّر الدنيا وجهها ؛؛  فلا شيء يمكنه أن يغيّر ملامح قلبك البريء   " ما لم تسمح له بذلك "  #دعاء_العواودة

قاوم ثم ساوم ثم داوم

صورة
يا معشر البشر ؛؛ يا سكان هذه المعمورة .. أيتها الكيانات العظيمة . إعلموا ،، أننا وجدنا .. على سطح هذه الأرض الجذابة " لنقاوم الجاذبية ".. لا أن نركن إليها . ف لأجلنا .. سُخّرت *سماء شاسعة* تستفز أجنحة طموحنا المكبلة في أقفاص صدورنا كي تجمح . *وبحر واسع* ؛؛ يُحرّض سيف عزيمتنا لأن نقطعه من اليابسة إلى اليابسة . قمم شاهقة ؛؛ تخبرنا كل يوم أننا في القاع .. والوضع يتطلب منا الإرتقاء . رؤوس جبال شامخات.. تستنهض في أرواحنا غريزة السمو ؛؛ وتدعونا لأن نصعد . حقا ،، أنت مشروع " *مُقاوم* " .. " فقاوم " ثم " ساوم " ثم " داوم " 1. " قاوم نفسك  " .. حرضها كل يوم على الولادة .. تحرر من  مشيمة الطباع المدمرة ؛؛ وحذاري أن تركن إلى طبعك المثبط لنموك الشخصي .. قاوم .. " الكسل " لا تسمح له أن يسحبك كل يوم أمتارا عن غاياتك وأهدافك . جدد راياتك ؛؛ فك عقد إخفاقاتك .. أخرج من دائرة أوهامك المريحة  ثم إقفز بقوة إلى مثلث إنجازاتك .. إفعل شيئا .. المهم أن *تقاوم* ! 2. " ساوم نفسك " ؛؛ جادلها فاوضها توصل معها لإتفاق .. لا تدعها تسيطر

المنعطفات الذهنية وضياع الوجهة

صورة
هل تصدق لو قلت لك أن كل هذا الكون من حولك يُخدّم على " أفكارك".. وأن مهمّته الأصيلة هي إعانتك على صياغة شكل حياتك من خامة الأفكار والظنون التي اشتريتها يوما من دكان خيالك ذو الموارد الهائلة واللامحدودة .. هل تصدّق لو أخبرتك أن هذا الدكان الذي اشتريت منه خامات عقلك الفكرية باعك تلك الخامات مجاناً مهما كانت تبلغ تكلفتها حينذاك.  فتخيّل معي لو أنك صدّقت بفكرة أنك " ستنجح " في أي أمر من أمور حياتك وآمنت بتلك الفكرة حد الإعتناق .. ما الذي يمكن أن يحدث لك؟  ما سيحصل هو أن كل الظروف من حولك ستعمل للتصديق على هذا المعتقد وخدمته وتمكين حدوثه بغض النظر عن وعورة الطريق وشوك التحديات الموصلة إليه.. وللأسف فإن العكس أيضا صحيح في حال اعتقدت أنك " ستفشل" .  كل شيء حولك وداخلك أيها القارئ يدور حول الأفكار فيخدمها بطريقة مذهلة في محاولة لمجاراتها والاتساق معها.. لِما للأفكار من قوة مذهلة قادرة على أن تجذب وتجرف في طريقها كل ما يجعلها تتأكد وتصبح حقيقة. ولأنك " المخرج " الأول لمشاهد حياتك .. والكاتب الأوحد لسيناريو أفكارك  ،، عليك أن تنتبه للفكرة التي تعمل على إخر

مباديء التحويل الفكري_الجزء الثاني

صورة
لا زلنا نتحدث عن " الحقيقة " ذلك الوسط النقي الذي تحدث من خلاله عملية التحويل الفكري ..  ولأن الحقيقة ليس لديها أي إستثمار في عواطفك فإنه لا يهمها إن كنت مستلطفا لها أم لا .. فمهمتها أن تظهر لك بوجهها الحقيقي من غير عمليات تجميل.. وكلما كنت ناضجاً أكثر ومستعداً لرؤيتها كشفت لك جزءا آخرا من وجهها. وقد ألمحت في الجزء الأول من المقال أن هناك ثلاثة مراحل تحوّلية يحدث عندها النضوج الفكري وأول تلك المراحل هي ( الإحتراق ) وهي مرحلة صعبة ومكلفة وتعدّ المدخل الأول لعملية رفع الحُجب العقلية ولمس سقف الإدراك .. في الغالب نحن ندخل بوابة التغيير والتحولات الفكرية جراء احتراق شيء ما داخلنا وهو ما يولد لحظات " الغضب أو السخط أو القهر أو العار " تلك المشاعر الطافية ما هي إلاّ أبخرة لثورة بركان يغلي داخل النفس البشرية ولأننا نريد أن ننضج ونتغير فمن الأولى أن نتعامل مع جذر النار عوضا عن التعامل مع أبخرته المتصاعدة في الهواء. لذا علينا أن لا ننشغل بعلاج المشاعر الطافية على السطح بتبديدها وحسب بل لا بد أن نبحث في العمق عن جذوة النار التي تسبب " الحريق" في كل مرة ..  فلتسأل نف

دعوة للسطحية

صورة
  كن متجذرا وعميقاً في كل شيء وابحث عن أصل الأشياء من حولك .. إلا في " النوايا " كُن معها سطحيا .. سطحيا جدا بقدر ما تستطيع .  فإنك والله لا تملك أمرك في تصنيف نواياك أحياناً وتصارع كل ما يُكدرها أحياناً أُخرى .. فما بالك في نوايا الناس التي لا تملك أمرها ولا تدرك كُنهها ، ترفّع عنها يا صاح ترفّع فإنه والله " أزكى لك".. لا تبالغ في مدح أحد ولا ذمّه .. فهذا يعكس مدى تأرجح مشاعرك الداخلية وعدم إتّزانها .. لا تُغالي ولا تُفرط في حبّك أو كُرهك كُن متّزنا ومنصفاً بالذات في حُب " الأشخاص " أو بغضهم .. لا تبالغ في تزكية أحد أَو قدحه فالله وحده هو الحسيب عليه .. دعك من العزف على أوتار القلب المتقلّب فإن اللحن سينشُز يوماً ، واثبت على الإستثمار في حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .. فهذا هو الحب الذي لا ينشزُ أبداً.   #دعاء_العواودة  #القاهرة 

مباديء التحويل الفكري -الجزء الأول

صورة
الحقيقية  ( لا تتغير )  هذا كل ما عليك أن تعرفه لكن  ما عليك أن تدركه هو أننا متباينون في رؤية تلك الحقيقة بلونها الأبيض النقي  وهذا الاختلاف يرجع في أصله إلى " جوهرنا "  الذي نرى من خلاله الحقائق فكلما كان ذلك الجوهر شفافا ونقيا كلما كانت الرؤيا صحيحة وصادقة ولكي نتمكن من النظر بقلوبنا ولنرى الأمور على حقيقتها من غير تزييف أو مساحيق خادعة فليسأل كل منا نفسه كيف يمكن أن أحصل على قلب شفاف يسهل الإبصار من خلاله؟ هذا السؤال يتطلب منك أن تعبر مرحلة هامة  في حياتك تتمثل " بالتنقية " أو التخلية وأحب أن أسميها أنا مرحلة "رفع الحُجب " التي تغلّف عين البصيرة وأول خطوة لعمل هذا هو أن تلبس نظارة  " الحياد"  فترى الأمور كما هي من دون أية إضافات درامية أو تراجيدية إن استطعت أن تصل لتلك المرحلة  فهذا يعني أنك في مستوى  " التحوّل الخيميائي للروح"  لتلمس بعدها جذور الأفكار والمعتقدات التي  جرّت إليك المشاكل ستدرك الأسباب الحقيقية وراء ردات فعلك وتبنّيك للمواقف التي حددت وجهتك في رحلة الحياة ................. إن ( مرحلة الحياد هي مرحلة التحول التي يحدث