الديون العاطفية وسُبل السداد





تكلّفنا المشاعر "غير المعلنة" الكثييير أثناء رحلة التعافي والتصالح مع الذات ..
تلك العاطفة المخزّنة على هيئة ديون مُرهِقة تسنزف الروح وتشتت الذهن ،،
لقد أصبح هذا القلق المكبوت يتدخل في حياتنا ويعبث في عدادات وعينا ويضعف دفاعاتنا مما يعرضنا للشك وعدم اليقين في قدراتنا وفي نوايا الناس من حولنا .. 
يا لها من مخاطرة مطوّلة تستنفذ طاقتنا وترغمنا على التأهب والتيقظ طيلة الوقت .

ولأن الديون العاطفية أثقل الحمول النفسية فإنها تغرّم صاحبها الكثير من التعب النفسي والخسارات الشخصية على مستوى العلاقات والعمل.
فأن تعيش الحياة غير قادر على التعبير عن ألمك لحظة وقوعه .. تحيط بك مخلفات الماضي وتصورات المستقبل أمر يدعو إلى استفزاز مشاعر الغضب والقلق .. واستثارة عواصف الحنين الضار إلى الماضي وتفعيل إشعار المقارنات المدمّرة بين ما كان وما عليه الأمر الآن .. 

تذكر أيها المتعثر في دروب الحياة أن كل ما يقع خارج نطاق سيطرتك (كالماضي والمستقبل) يعرّضك لخطر الإصابة بالقلق المزمن.. لذا من الحكمة أن تعيش اللحظة كي "تهدأ ". 

فعندما تنوي العيش في جلباب الماضي ستجد أن هناك تاريخاً مهولاً يحتاج منك إلى تفسير . 
وإن قررت العيش في المستقبل فستجد نفسك أمام فقاعة هائلة من التوقعات التي تحتاج منك إلى تأويل. 
وبين سنداني "، الغضب" على ما فاتك "والقلق" مما سيأتيك تتهاوى نفسيا وصحيا.. ولن تجد الحل إلا في معاطاة الحاضر الذي بين يديك. 

فاعتق نفسك من ديون الماضي واعترف بآلامك باعتبارها جزءا أصيلاً من جدارية حياتك .. 
وبالنيابة عن نفسك تحمل مسؤولية تلك المشاعر التي تبنيتها أثناء نزهة العمر .. لتصلح ما أفسدته الظروف وما كبدك إياه جهلك وقلة خبرتك .. 
أما ديونك العاطفية المؤجلة المرتبطة بالمستقبل فما عليك سوى أن تسددها بعملة (التسليم) .. 


في النهاية .. 
أنت المسؤول الأول عن مداواة نفسك ومهمتك الأولى تكمن في إدارة مشاعرك بصراحه وصدق. 

" فالحقيقة ".. هي الدواء الذي سيعالجك لذا اسمح لها أن تكاشفك وعش بصدق كل اللحظات التي تستدعي لديك شعورا بعينه. 

تعلم كيف تزف مشاعر فرحك
وكيف ترثي شعورك الحزين
تدرب على غمرة الحنين .. 
وأعلن الحداد إذا ما باغتك الفقد
تلذذ بطعم الشوق ،، 
واركب موجة الحب حين تداهمك
عش الحياة .. 
وأحيي فيك فتيل الشعور لتبقى " حي ".


#دعاء_العواودة 
القاهرة


























تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع