المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٠

لحظاتك الغارقة أو الفارقة

صورة
تعبرنا كل يوم.. الكثير والكثير من أسراب اللحظات ..  بعضها عابرة وسريعة وباردة ،، وبعضها الآخر مؤلمة وحادة وجارحة .. وهناك لحظات هادئة ودافئة تفيض حباً وسكينة ..  إنها اللحظة،، تلك النّسخة الحيّة المصغرّة لوجه التاريخ .. تلك المساحة التي تتشكّل فيها الفوارق الزمنيّة لحياة الأفراد والأمم .. كم يلزمنا أن تكون (فارقة) لتُنبّئ لنا عن مجدٍ يُسعفنا.  لا شيء على مرّ التاريخ يصبح تاريخاً فارقاً إلاّ إذا تمّ غمسه وإغراقه في حمض " العاطفة الجيّاشة " ..  ولك أن تختار مادة تلك العاطفة التي تنوي بها تخليد لحظاتك الفارقة .. عاطفة الحب الشديد أو الحزن الطاغي أو ربما الغضب العارم . أن تصنع لون مزاجك وتصبِغ عاطفتك بما تشاء.. أمرٌ يرجعُ لنوع برامجك الفكرية التي تحملها عن نفسك وعن الحياة.  فلو نظرت داخلك لوجدت أن عملية" تخليد اللحظات " وتحنيطها تتم في" حرم الأوقات المشبعة بإحساسك المستغرقة بحضورك " .. من هنا فقط يتم تسطيرُ تاريخك .. ومن هنا أيضاً يتم فتح بوابة ذاكرتك كمتحفٍ .. يتعامل بعنايةٍ مع مكنوناته وكأنها خلقت للبقاء وحسب.  أن تتنفّس اللحظة وتعيشها.. أمرٌ يدعوك لأن تهيء

شغفك .. لا تتبعه

صورة
وُجدنا في هذا العالم. ،،  " لسببٍ ومهمّة " ولن تتضح لنا المهمّة إلا بعد أن يتجلّى لنا السبب.  تُرى ،، هل أدركت علّة وجودك؟؟ وهل إتضحت لك معالم مهمّتك في هذا العالم المشغول؟؟ لطالما تحدّثنا خلال رحلة عمرنا عن " تجاربنا المرغوبة" ولكننا لا نتطرق كثيراً في الحديث عن " تجاربنا المصمّمة " التي نختارها بوعي وإدراك.  نلهث وراء "الشغف" ونسرف في الركض وراءه حتى يبيت هوساً يسيطر على مفاصل وعينا ويحتل أجزاءً واسعة من إرادتنا الحرة.  ومن دواعي الفطنة عندما تنوي " الإرتباط الوظيفي أو الريادي ".. أن تبحث عن ( المهارة قبل الشغف ) ،، ففي لغة الأعمال التنمية المنهجية لمهاراتك تسبق شغفك بكثير.  وفي فقه العمل ،، يطلب منك أن " تشعر بالشغف ".. أن تتعامل معه كشعور يغذي رغبتك في البقاء والنماء وتطوير مهارات ممنهجة قيمة ونادرة.  ولكن ،، تحوّل هذا الشعور" لشعار " تعتمد عليه عند إختيار مسارك المهني يعد إستراتيجية ركيكة لإمتطاء مساعيك نحو هدفك. صدقني ،، إن نصيحة " إتبع شغفك " في أدبيات العمل تعد نصيحة سيئة فالشغف وحده لا يكفي .. ببسا

الإلحاح ومادة التغيير/معدّل

صورة
أتساءل .. لماذا تفشل جهودنا في التغيير أو لا تتم بشكل كامل؟  لماذا نصل أحيانا متأخرين للتغيير المطلوب؟ ما أكبر خطأ نرتكبه عندما نحاول التغيير؟ بعد بحوثٍ مطولة لعلماء وكتاب وباحثين ؛؛ وجدوا أن " مادة التغيير " نادرة أو بالأصح لم يتم التنقيب عنها بالشكل المطلوب .. هذه المادة توجد داخل كل شخص منا وتظهر بوضوح في الأرواح المثابرة والمصرّة على تحقيق أهدافها لتقديم خدمة جليلة لهذا العالم.  هذه المادة تدعى ؛ " الإلحاح " شعور داخلي يلحُّ عليك أن تفعل شيئا مهما وذو قيمة. الإلحاح : شعور نبيل وتوجه ذهني لا يعالج الأمور الحاسمة وحسب بل " والمهمّة ". " الشعور بالإلحاح "يقابله على النقيض مستويان من الشعور 1. الرضا بالوضع الراهن 2. شعور الإلحاح الزائف في عالمنا اليوم باتت عجلة التغيير أكثر سرعة ووحشية كل شيء من حولنا يتغير بشكل مفرط وهذه السرعة والقوة تتطلب منا أن نجاريها داخلياً ،، الأمر يبدأ بشعور عميق وإيمان دفين بأن هناك " ضرورة مُلحّة" للتغيير والتحرك السريع والمدروس. نبدأ .." بالرضا بالوضع القائم " هذا المستوى الخطير والصامت من الشعور ب

نقل الرؤى.. ومبدأ الإلحاح

صورة
  يحدث ...  أن تكون لديك رؤية قوية وحماس عالي وخطة ناجحة لكن مع ذلك كُله.. تخفق في تحقيق الهدف . يحدث هذا للكثيرين ممن راودتهم الأحلام يوماً وداهمتهم الرؤى وسبحوا في فلك الإستراتيجيات وأحكموا حزام الخطط ..بل وأشعلوا من لهيب حماسهم أمسيات خيالهم الجامح.  قد تستغربون .. عندما أقول أن الخلل لا يوجد في الرؤية ولا في الهدف المختار ولا حتى في الخطة المسبوكة .. الخلل .. يكمن في عملية " نقل الرؤية "وتشكيلها أثناء عملية السير لتحقيقها.. والعامل الأساسي في حدوث هذا الخلل والإخفاق.. هو " فيروس التغيير " الذي يطرأ على كل مرحلة من مراحل عملية التقدم نحو الهدف.  كيف نتعامل مع هذا " الفيروس" ونتكيف معه بطريقة لا تجعلنا نتوقف بل نكمل حتى لو كانت خطواتنا مرتجفة ومتخبطة.  هناك العديد من طرق الإستشفاء وبنود العلاج .. من أهمها : 1. " إثارة الإحساس بوجود ضرورة مُلحّة " بالذات في الخطوة الأولى لعملية التغيير . دائما البداية تكون مكلِفه وتحتاج لإستعداد قوي للتضحية " بالمغريات والعادات المثبطة للهمّة "  تحتاج لإستعداد نفسي وعقلي وجسدي لتقنين وترتيب فترات الراح

تجنيد النوايا

صورة
لطالما ،،  كان التجنيدُ حِكراً على ذوي الرّتب والبُدل العسكريّة .. لطالما كانت سياسة التجنيد مرتبطةً في أذهاننا بكل ما له علاقةٌ بالحروب والفوضى ..  لربما قد حان الوقت لتسخير هذا المفهوم في صالح الإنسانية وتجويفه من معاني الخوف المطلق والترقب المقلق لما هو آت بالرغم من ضرورة ملأ فجوة احتياجنا لمقاومة المعتدي ودحر المحتل بذخائر النار والبارود وسيوف الإصلاح..  وإني هنا ،، عندما أتحدث عن تطويع المعاني وتفريغها من شكلها التقليدي لا أعني سلخها من المعنى القديم .. بل أعني أن المفاهيم والمصطلحات يمكن إعادة عجنها وتشكيلها بما يخدم وعينا ويطور من مهاراتنا في التعامل مع الحياة.  وإني حين أتحدث عن " النيّة " فإني أقصدُ فيها " خامة " العمل   .. و" مادة "الجهد الذي نصيغُ به أفعالنا.  يا تُرى ما نوعُ تلك الخامة وما جودة تلك المادة التي يُبنى عليها كل شيء ويتشكل منها أي شيء.  لذا كان حريّاً بنا أن نتعامل مع تلك " النيّة " كما نتعامل مع طوب البناء الذي نختار أن نبني به بيوت عمرنا.. أن نتعامل معه كما نتعامل مع النسيج الذي سنخيطُ به ثوب زفافنا .. أن نعتني بما ننوي

عن التسويق

صورة
بالإمكان أن أجعل منك صيداً تقتات عليه نِبال رمحي متى أردت،،  لكن ،، يستحيل أن أصيبك في الهدف إن أنت رفضت           أن تكون فريسةً سائغة لسهامي الجائعة.  في السوق ،،  يسهُل اختيار فرائس الشراء .. لكن يصعُب بحق إصطيادها وهي يقظةٌ واعية.  في التسويق ،، لا تقدّم رسالة بيع  .. قدّم " حلاًّ " قدّم أفكاراً .. أو أدوات على هيئة (منتج أو خدمة) لا تفعل العكس.  العلامة التجارية باختصار  ،، " وعد التجربة "  و " تجربة الوعد ".  في سوق العمل  ،، ما يجعلُك حيّا ..  هو " بقاؤك جائعاً " باحثاً طيلة الوقت عمّا يدعم نجاحك وتقدمك. أن تبدأ من " الصفر " كل يوم ،،  لا تغترّ .. بل تتغيّر هذا ما يجعلك على قيد البقاء.  إسمك ،،  هو نقطة تقاطع خطوط حظّك .. " منهجك، أسلوبك، رؤيتك، أهدافك "