المشاركات

عرض المشاركات من 2020

فقه الفراغ

صورة
كم تسعنا هذه الكلمة .. وكم يحتضننا هذا المفهوم، ( يُدعى الفراغ ،، ويقابلهُ في التعبير : الخَلاء والخُلوّ والخواء ..وأحياناً الشُغُور وكثيرٌ الغِياب . ليكونَ " رحم أمهاتنا " أول مساحةٍ خالية تحتوينا ،، وقبورنا آخرُ فراغٍ ينتظرنا .. وبين هذا وذاك ،، يظلُّ الفراغ يحيطُ بنا .. يطالبنا أن نملأه!  في الحقيقة ،، " الفراغ ليس فارغاً " كما تظن .. إنهُ مليءٌ بك .. فائضٌ بتجلّياتك الذهنية .. مزدحمٌ بالمعلومات .. غنيٌّ بالحكمة وفيرٌ بالذكاء الكوني .  والآن دعنا نرجع معاً إلى أصل الخلية التي تحوي في تجويفها ذرات ومساحة شاسعة من الفراغ تصل إلى 99%من حجمها .. هذا يجعلنا ندرك وكأن الفراغ هو العنصر الأساسي في التكوين وفيه تجلت الأشياء وليس العكس .. الفراغ هو الأساس وكل شيء يحدث فيه أو يخرج منه ما هو إلا تجليّات ذهنية وتصورات عقلية.  بالحقيقة نحن نختبر في هذا الفضاء شعورنا وتصوراتنا العقلية على هيئة تجليّات مادية نحسها ونراها في أفق واسعٍ من الوعي.  كل شيء من حولنا ليس منفصلا عنّا بل هو تجلٍ صريح لمحتويات أفكارنا ،، فها أنت ترى الزهرة كما يختبرها عقلك وتفاعلاتك الكيميائية وتجربتك ..

ترحيل النجاحات

صورة
  في مسيرة عمرك الموعود ،، قد لا تكون المشكلة في طريق الرحلة التي قررت خوض غمارها.. ولا في الزاد الذي تحمله .. قد لا تكون الوجهة التي إخترتها ولا الوسيلة التي امتطيتها هي من تأخرك في الوصول .. لربما كانت المحطات التي تركن إليها تزوّداً بالوقود هي السبب !! لعلّك عند كل محطّة تصل إليها بعد مشقّة ووصب وتحتفل فيها لتزيح عن ظهرك التّعب .. تنسى أن ترحّل فيها معك ما جنيته من " بذور الخبرة وسماد التجربة ".. فتحمل في أمتعتك الدفتر... وتنسى الدرس ،، تعلّق في غرفتك الشهادة ولا تكترث بالشاهد ،، تحتفل بالأجوبة .. وتنسى السؤال !! تضيع في نشوة المكافآت .. وتعلق عند حدود كل مرحلة . فتنسى أيها الإنسان أن قيمة العلم .. " فيما تُعلّمه للناس " لا فيما تعلّمته وحسب .. فماذا عملت فيما علمت؟؟ وماذا علّمت مما تعلّمت؟ إحذر من فرحة الوقوف ومحطات الراحة الطويلة ،، إحذر أن يفتنك بريق النجاح .. أو يبهرك طعم الوصول .. إحذر أن تشرق في إجابات التساؤلات المبهمة. وتذكّر أن رحلتك في هذه الحياة تستوجب عليك البحث عن ( السؤال ) الذي يشفي غليل الإجابة الحاضرة في ثنايا الروح وأصل الفطرة ،، ففي غمرة الحياة

اللقاح.. بين الوهم والإدراك

صورة
في ظروف إستثنائية ك تلك التي يمرّ بها العالم ،، من الفطنة أن تسعى بشكل حثيث إلى " رفع مناعتك " .. المناعة هنا لا تعني مناعتك الصحيّة وحسب ،، بل تعني بالمقام الأول مناعتك العقلية ( وعيك ) .. الذي يسطر بقوة على " مصيرك البيولوجي". ففي مبادئ الفيزياء الكمية يقول لك المبدأ الأول أن : " الوعي هو من يخلق التجربة " .. وعندما تدرك أن تجربة حياتك يحركها وعيك الذي يؤثر بشكل مباشر على كيمياء دماغك وبالتالي ملامسة جيناتك وتصرفاتك وشخصيتك.. حينها ستعلم كيف تتحكم أفكارك ومشاعرك في" حالتك البيولوجية".  إسمع لما يخبرك به علم الوراثة : يقول هذا العلم أن جيناتك تتحكم بحياتك ،، وتعتبرك أيها الكائن " ضحية حمضك الوراثي".. ولكن هذا لا يوافق الواقع بشكل دقيق.  لتظهر بعدها علوم التخلّق : التي تقول بأن البيئة بمقدورها التحكم في جيناتك.. وأن وعيك بهذه البيئة هو ما يتحكم بحياتك... لذا إن قررت تغيير بيولوجيا جسمك فما عليك سوى " تغيير وعيك " لست مضطراً لتغيير جيناتك على الإطلاق.  إسأل نفسك الآن إذا كانت ملايين الخلايا تموت وتغادر جسدك كل يوم ، كيف ستساعد

" للإنتظار" .. وجهٌ آخر

صورة
تعودنا عبر مرّ السنين على الوجه القبيح للإنتظار ،، عشنا كثيراً في جانبه المظلم وتذوقنا معه مرارة التأخير ،، وثِقل دقّات الزمن .. شعرنا بوزن اللحظات.. تجرعنا الألم وزفرنا شرارة الغضب ، كم مرّةً غشينا الملل ونفذت منا ذخائر الصبر .. ومع طوول الترقّب كدنا نوشك على اليأس .  ورغم  قباحة هذا كله .. فإن للإنتظار وجهٌ آخر ،، فوراء تلك الملامح القاسية ستكشفُ لك الحياة عن ينابيع دافقة من" الأمل"  .. سينقّب لك هذا الإنتظار عن مناجم " الصبر " الجميل ..  وماسات " الحُلم الدفين " ،، ستملك صكوك " اليقين " وجواهر " التّسليم" .. ستدرك مفاتيح الفرج القريب . ستتعلم كيف تزرع بذور إصرارك وتعتني بسويقات حلمك .. سيُنجب لك ذلك الإنتظار جنين المُعجزة التي تتحرّى حدوثها وتتمنى قدومها .. سترى في كُل تأخير خير مستور ،، ومع كُل تأجيل أجلٌ مكتوب.  فما عليك إلاّ أن تنتظر ،، ووعداً سيُزهر صبرك وتتفتّح ورود عمرك .. إنتظر فحتماً ستلتقي أيها الساعي بحظّك . #دعاء_العواودة  القاهرة   

فقه السلام

صورة
 السلام ،، تلك الحالة الشعورية التي لا يمكن أن يكبّلها الزمان أو يؤطرها الحدث .. حالة غير منتظرة بل مُعاشة بكل ما للعيش من معنى.  ولمّا أصبحت عُملة السلام تلك لا تُصكّ إلا في بنوك الوعي المُطلق ..لم أعد أنا ولا أنت وحدنا من يفتقده  .. فالعالم بأسره يفتقر إليه . ففي أعماق سكونك الداخلي ستجد كل شيء فقدته أثناء الحرب .. مقطوعة الهدوء النادرة .. لوحة الاستغراق الفكري .. تحفة الإستقرار .. ينابيع التدفق .. مخطوطة التأمل الأثرية .. صكوك الإنتاجية .. ختمُ الثقةِ المفقود .. ألواح البصيرة .. وجه الحقيقة المخطوف .. حدائق الودّ المسوّرة.. بساتين النجاح الممتدة .. وأخيراً ستجد من أضناك البحث عنها .. ستجد يا صاحبي " نسختك الأصلية " . ولمّا كان جهادك الحقيقي في هذه الحياة أن ( تختار العيش بسلام رغم توفر كل ظروف الحرب).  كان قرار إعتزالك من مسار التمثيل وتقلّدك لمهام الإخراج أمراً حتميّاً .. فإن كانت الصراعات تلعب دورها في الخارج فلا يلزم أن تكون جزءا منها ..أن ترى من حولك قد إنتابهم القلق وغشيهم التوتر لا يدفعك هذا إلى أن تتوتر مثلهم. اختيارك للرجوع حيث حالة السلام الداخلي لتنأى بنفسك عن

حوار " الآيكيدو "

صورة
تعلمنا على مدى عمرنا أن نقدم جوابا لكل سؤالٍ نُسْألُه ،، لم نكن نعلم حينها أن الاستجابة العاطفية السريعة لأي سؤال تدمّرُ الكثير من العلاقات . الحياة بشكلها الواسع ما هي إلا "حوار كبير" يجري على كافة المستويات وبكل الأشكال .. وكل شخص فينا يختار هيئة الحوار الذي ينوي إقامته خلال يومه ،، مع نفسه ومع غيرة .. مع الطبيعة مع الكتاب ومع كل الأشياء من حوله.  إقامة تلك الحوارات تجعلك في مرمى السؤال ،، وشِباك الإستجابة.. ومالم تكن تملك رصيدا كافيا من الوعي ستكون معرّضاً دوماً للهزائم المتلاحقة.  نحتاج في حواراتنا أن ننسجم ونتماهى ذهنياً مع الآخر ، نحتاج أن تتدفق قوى الأفكار داخلنا لتلمس في النهاية فهم المُحاور ،، وفي فن " الآيكيدو" كل هذا يصبح ممكناً .. حيث تُرشدنا تلك اللعبة القتالية إلى التحرك بذكاء في مواجهة الخصم وتوجيه الطاقة بطريقة تمكنك من ( إستخدام قوة الخصم في قتاله).  الهدف في هذه اللعبة هو إيجاد حل سلمي دون نزاع ،، اللعبة دفاعية بمعنى الكلمة وتعتمد على قوة الخصم لإنهاء الصراع. وهذا ما نحتاجه في حواراتنا .. نحتاج تطويع قوة المُحاور لصالح ترسيخ التفاهم وفض النزاع وتحق

#لا_للتشويه

صورة
لا_ للتشويه .. هذا الوسم أقرب لقلبي يا أصدقاء من وسم #لا_للتطبيع .. أقولُها بملئ فمي .. لا لتشويه معتقداتنا.. لا لتدنيس مقدّساتنا وسرقة تاريخنا وإستبدال ماضيينا ،، لا لتغطية وجه الحقيقة وطمس نور البصيرة .. لا لهذا وذاك. لا للمُحتلّ ،، لا للذُّل .. لا لغاصبٍ مُنحلّ ،، لا لسلامٍ مُعتلّ .. لا لكل من ساوم أوطبّع أوتطبّع.. لا لمن تناسى وسامح وصافح كفّ خاطِفنا.. لا لمن هان عليه قدسنا.  موطني .. دعني أبكيك يا جوهرة عيني ،، دعني أذرفُ نار شوقي دموعاً تملأ سدّ صبري النافذُ يوما.. دعني أستنشقك وعداً بالرجوع وأزفرُك وعيداً بالغضب.. دعني يا مُبعدي ألمِسُ وجهك على الخارطة فقدماي لم تسعفانِ بعد لأن أطأ أرضك المقدّسة ..  قل لي ياجُرحي ما فعل بك الزمان .. ولم إستباحك الأعداء .. وكيف تخلّى عنك الأصدقاء  ورحل عنك الأحبة ؟.  قل لي ما بالُ جيرانٍ لنا بعد أن سُلبت ديارنا وانكتب تاريخُ هجرتنا وسكن الغاصبون منزلنا .. قَبِلوا طيّ وجه الزمان ورضوا إستئصال قلوبنا من على صدر الخارطة .. وإستباحوا حق عودتنا وحرق سنين هجرتنا وذرّ رماد غربتنا في عيوننا التي لا تبصُر إلاّ  " طريق القدس ".  أخبرني يا أملي ..

أطلق نُسختك

صورة
من يُدرك حقيقة هذا الكون وحركته الدائمة سيدرك أنه في تعرّض مستمر لريح التغيير .. وأنهُ شريكٌ في عزف مقطوعةِ الحياة المتقلّبة .. فما أن تتوقف عن العزف ومجاراة اللحن حتى تختلّ مقطورةُ الغناء وتدهسك نغمات الحياةِ المتلاحقة ووتيرة العمر المتسارعة .. ولتنأى بروحك عن السّحق تحت وطأة ذلك التغيير السريع فالأجدرُ بك أن " لا تتوقف" .  تحرك بثبات .. لكن لا تتوقف ،، إنتقل بين فواصل الأحداث متماسكاً فلا مجال لأن تفرط حبات صبرك أثناء قفز حواجز عمرك المحسوب ..   فما أنت أيها المرء إلاّ كومة " ذرات " تحملُك هبّات القدر وتنشرك .. تعبث فيك ريحُ التغيير وتشرّدك ،، تذرُك المصائب قاعاً وتبعثرك .. مالم تكن صلباً متماسكاً أمام هذا الجبروت فلن تصمد.  لا بُد من الآن أن تجمعك ،، تُلملم شعث قلبك .. تحزم شتات أمرك ،، لا بُد أن تكُون معك .. تبنَّى كل حركةٍ تدعم تطورك ،، وتندفع مع كل موجة ترفعك .. فأنت لست " نتاجاً نهائياً " لكل ما حدث ،، أنتَ يا صاح " إصدار " فأطلق كل عامٍ نسختك. #دعاء_العواودة  القاهرة 

فقه الحضور

صورة
 أن تحضر لا يعني أن تأتي محمّلاً بما مضى .. معلّقاً بما سيجيء،، أن تحضر يعني أن تطفو فوق اللحظة الحاليّة بكينونتك الآنيّة دون جروح أو خدوش.. دون مساحيق أو رتوش.  أن تطفو كما أنت .. حراً طليقاً لا تُثقلك جرائِر الماضي ولا تتخطّفك شِباكُ الأحلام الآتية .  أن تدرك أنك " هُنا " .. في مادة الحاضر النقي حيث التدفق والإنشداه ..أنت " هُنا "  الآن وقد آن الأوان لأن تحضر. #دعاء_العواودة

فلسطين

صورة
على بُعد بحرٍ وقارّة .. يقطُن قلبي فلسطين .. أنتِ " القلب" وباقي العالم إمتداد جلودُنا لكِ ورق .. ودماؤنا سَكبُ المداد ما عادُ عُربٌ أو عَرب .. عند الحدود أو في الحِداد لكِ اللهُ يا أرضاً نراها الوعد .. ويراها عدوّنا الميعاد #دعاء_العواودة  القاهرة 

خلجات

صورة
لم أكن أخشى غدر " العاصفة ".. بقدر ما كنتُ أخشى خذلان حبال الودّ وخيانة مشابك الذاكرة.  ................ على مدى العُمر ،، طالما يسود الظلام ،،  لكن " ينتصر النور " في الختام .  ....................  قد تتهاوى الأرفف ،، وتَتمزق الكتب .. قد تُحرق الأوراق .. ويُسحق الكتّاب لكن تبقى الأفكار .. ما بقيت " الروح " فيها.  تشيب الأعمار ،، وتبيضُّ الجدائل .. تشيخُ الأوراق ،، وتُستهلكُ المسائل .. تهرمُ النظريات ،، وتتصدّع الدلائل .. ويظلُ وجهُ الحرف فتيّاً ما تقادمت المعاني وشابت المفاهيم.. ،، سيربحُ القرّاء ما خسرهُ المفرّطون في الكتاب.  ..............  أعجب لمن يهُدمُ دارُه وينجح في تماسك جُدرانُ قلبه ،، لم يخسر شيئاً ،، ما دامت معزوفة عُمره تنبض ولحنُ إصراره لم ينشز ..  لن يُهزم .. مادام قرصُ قلبهِ يرددُ أهازيج البقاء كفانا بكاء ،، فنحن والله من قصفتنا الخيبات.  #دعاء_العواودة  القاهرة 

كلمات

صورة
" كلمة مُلهمة " ...  قادرة على أن تلد ثورةً مجيدةً في طرقات النفس وأن تُعلن من ميادينه المحتلة عيداً للتحرير   " كلمة باعثة "  تُعيدُ للقلب رُشده وتفُكّ للعقل أسره .. كافية لإحداث توسعةٍ في حنايا الروح ..  هذا ما تفعله الكلمات وأكثر حين تنتصف الأشياء ويتساوى الموت مع الحياة يصبح للكلمات وزنٌ يحسم ذلك الإنتصاف هنا ،،  للكلمات مذاق وللحروف رائحة وللألفاظ جلَبَة كيف لا ..!!  وقد تجلّى هذا الكون " بكلمة "  وتفتّق وجه الحياةِ عن "كُن" فما كان لها إلاّ أن تكون وأنت .. ما أنت إلاّ بضعُ كلمات نُقشت في بطاقة تحكي أحوالك وهويّةٍ تصفك  فهاهو العالم من حولك ،، لا تُحرّكهُ إلاّ الكلمات ولا يُعيدُه إلاّ التاريخ  ولا يجمع أجزاءهُ سوى خارطة وفي النهاية يمكن إختزالهُ في معجم .......  وحيُ السماء نزل .. " بكلمات " وخلجاتُ الدّعاء تلمّها ذات الكلمات تتزاوجُ القلوب بعهد الكلمة وتفرّقُ الأرواح بها أيضاً..  في الصباح  نعجُن مع خبز موائدنا خبز كلماتنا فتتغذى الروح على لُقمِ المعاني وتقتاتُ على الحكاوي فإما كلامٌ يسُرّ أو يضيق هذا ما يفعلُه معول الكلمات على ال

وجوه الإصلاح

صورة
 تزرع شجرة .. أم " تتعهّد بذرة "  المستفيد الأول هو الأرض  والرابح هو المناخ أما أنت ،، فالمحتاج للشجرة والممتنّ للأرض والمتطلّع لكسب ودّ المناخ كل " إصلاح " تبذله على وجه هذه الأرض فأنت المُحتاج الأول إليه والمستفيد الآخر منه . #دعاء_العواودة

العلاج بالمعنى

 أن  (تجد شيئاً تفعله ،، وشيئاً تحبّه ،، وشيئاً تأمل في حدوثه).. تلك أهم  ركائز السعادة في هذه الحياة .  أن تعيش " حياةً ذات معنى" لا يُعد اليوم من الرفاهيات بل من ضروريات العُمر .. إن كنت حقاً لا تحيا الحياة كما يجب فأوصيك بأن تبدأ رحلتك نحو تغيير المصير. هذه الرحلة تسميها مدرسة الإيكيجاي" العلاج بالمعنى" .. وفيها يتم الإكتشاف الواعي والحقيقي لأسباب عيشك الفريدة وسبب وجودك الأصيل. حيث  تساعدك في الوصول إلى أسباب عيشك واكتشاف هدفك وتحديد وجهتك.  فهلاّ هيّأت نفسك للسفر في أرجاء الروح شاقّاً وجه الدروب المؤدية إليك..؟؟ هلاّ إختبرت طعم النضال من أجل نفسك؟؟..  سيبقى الإنسان ما بقي في هذه الدنيا يمارس دوره الخالد " كباحث " عن وجه الحقيقة ،، فمهمّته كمستخلفٍ في الأرض لا تنحصر في خلق معنىً لحياته بل في " اكتشاف هذا المعنى" الموجود بالأساس ..  في رحلة الإكتشاف تلك ستقع عينيك على تلك القفار والصحاري الخاوية في تضاريس شخصيتك ،، تلك المساحات التي كانت تخلو يوماً من أسباب العَيش ومعاني الوجود.. تلك المساحة مجدبة الأهداف.  ستلمس بفهمك تلك المناطق الخاوية التي

بحر .. وحِبر

صورة
  أمام سطوة البحر ،، أُحَالُ إلى نايٍ تجيد الأمواجُ عزفه .. كل شيءٍ هُنا يمكن له أن يُساهِمَ في الغِناء ،، الرياح .. النوارِس .. القواقع .. وأحاديثُ قلبي.  ..................  أن تضيق بك الدنيا أمام هذا المتَّسَع ..  ويُخفِقُ ماء المحيط في إطفاء نار صدرك أن لا يُفلِحَ الشاطئ بإشعارك بالأمان وتفشل الزوارق في أخذك من شعورك الغارق أن تشرق بأنفاسك وتغرق بحبّات دمعك هذا هو .. " الكتمان" ...............  بلا تذكرة بلا استئذان .. بلا عودة ،، عزمْتُ الهجرة حيثُ تحطُّ رِحالُ " روحي "  بلا أنصاف .. نويتُ الرّحيل " بكُلِّي"  هكذا ،،  يبدو الغياب أكثر أناقة وصدقاً .  إذا نويت الإبتعاد يا صاح ،، فابتعد بأكملك .. لا تترك بعضاً منك وتغادر ،،  حرّر كل مساحاتك المحتلّة وأعلن السيادة على قلبك . #دعاء_العواودة  القاهرة 

وقفات

صورة
هذا ما يحدث ،، عندما تُشهرُ سيوفُ الإصلاح في المكان الخاطيء ،، وتُخاط الأصوات الصالحة الصادحة بالحق .. ويُسمحُ لزرّ الوردِ الثابتِ في الأرض أن يُقطف فيغادر بُستانه المُحتاج لشذى عِطره ورحيق عطاءه.  هذا ما يحدُث حينما توصدُ بجهلٍ " عُرى الإيمان".. وتُقطَفُ بمكرٍ " أزار الورد " من حدائقها المصممة للبقاء.  هنا يُكشف صدرُ الأمة.. يصبُحُ عارياً أمام سِهام المتربصين للنيل من شرفها.  فلتُثبَّت الأزرار ولتبقى الأزهار في جنائنها ولتُعقد العُرى وليوثّق الإيمان .. لنعُد كما كانت الأدوار.  #دعاء_العواودة  القاهرة 

الصورة.. حين تتكلم

صورة
ما تراه ،، ليست بذوراً تتحضّر لتلّقح رحِم الأرض .. فالأرض لا تنتظر مولوداً.  ما تراه ،، ليس مسامير بناءٍ تُجمع لتُثبّت بها الأسوار فالمُدن لم تعد موجودة.  ما تراه ،، ليست كبسولات دواء تنتظر أفواه المرضى  فما عاد هناك أفواهٌ تشهق الحياة.  ما تُبصِرهُ عيناك ،، ليس أقلاماً ينتظرها الصغار ليكتبوا بها اسم الوطن فالصغار قد غادروا مدارسهم باكراً،، باكراً جداً.  ما تراه .. وما لا تراه أكبرُ مما تتصوّر ،، لذا أترك الصورة تتكلم.  #دعاء_العواودة  القاهرة

أم الدنيا

صورة
  تضجّ المُدُن بالأحاديث العابرة .. باللقاءات الخاطفة،، تزدحم بخطى الحالمين وأنين التائهين .. وحين تضيق شوارعها بالوجوه  تزفُر المشردين عبثاً في الطرقات .. إلاّ " القاهرة " يا أصدقاء ،، إنها تتنفّسُ الزائرين ..تضحكُ للعابرين تُرحّب بالضائعين عند حدود أوطانهم تزفُّ أمنياتهم.. تحتفل بأحلامهم هنا،، لا يمكن لك أن تضيع وقد " ضمّتك أمّك" .  #دعاء_العواودة  القاهرة 

صناعة العقلية عالية الأداء

صورة
تخبرنا أدبيات التغيير أن : " التحويل قبل التحوّل "  أي أن تحويل مجرى الأفكار يكون قبل التحوّل الكبير في أسلوب التعاطي مع الحياة.  التحويل يعني أن تبدأ ببذور أفكارك وتعمل مباشرةً مع المصدر .. من هنا يبدأ البناء الحقيقي " للعقلية ". ومن سمات هذه المرحلة التطور التدريجي في الوعي والانتقال السلس في طبقات الأفهام وتَشكُّل أساسات التفكير  التحويلي. وأول مرحلة في عملية التحويل تبدأ " برفع الوعي الذاتي" الحجر الأساسي للذكاء الإنفعالي . فالوعي الذاتي يُعنى برفع مستوى تأثيرك وجاذبيتك ومن خلالهما يقوم الآخرون بتقييم أهدافك وأفكارك وانفعالاتك وعاداتك ..  التأثير والجاذبية تُعطيانك تذكرة عبور للمس أفكار ومشاعر الآخرين والتأثير فيها لتعزيز الأداء وإدرار الإبداع،،  وذلك عن طريق إعادة صياغة عقلياتهم الأدائية وأسلوب تعاطيهم مع العمل .. فالعقلية هي التي تحفز السلوك الحقيقي والصادق والسلوك هو من يقود للنتائج الفاعلة.   أردت في هذا المقال ،،  أن أخاطبك " كقائد" وكقدوة ..  ما مدى وعيك بذاتك ووعيك بمن حولك؟  ما مدى تجلي غايتك؟  وهل يدرك من حولك ما تنوي فعله وما تريده

فقه الخلود

صورة
 كيف تُخلّد نفسك..!!  هذا التساؤل هي الوجه الثاني لعبارة : كيف تريد أن تموت؟ نعم ؛؛ المنظمات أيضا تحتضر وتموت ولكن قليل منها من يملك إستراتيجية ناجحة للبقاء .. تُحنّط فيها الإنجازات وتُخلّد بها ذروة الإزدهار الذي حققته في مرحلة البقاء .. طور التكوين طور البقاء طور الرحيل هذه الأطوار هي من تشكل مراحل " الرحلة " . في مرحلة التكوين ؛؛ تُبنى السمعة وتتشكل الماركة وتُؤسس الهوية وفي مرحلة البقاء ؛؛ تُثبّت السمعة وتترسخ الماركة وتعرّف الهوية أما في مرحلة الرحيل ؛؛ تُتداول السمعة وتخلّد الماركة وتحفظ الهوية #دعاء_العواودة  القاهرة 

لحظاتك الغارقة أو الفارقة

صورة
تعبرنا كل يوم.. الكثير والكثير من أسراب اللحظات ..  بعضها عابرة وسريعة وباردة ،، وبعضها الآخر مؤلمة وحادة وجارحة .. وهناك لحظات هادئة ودافئة تفيض حباً وسكينة ..  إنها اللحظة،، تلك النّسخة الحيّة المصغرّة لوجه التاريخ .. تلك المساحة التي تتشكّل فيها الفوارق الزمنيّة لحياة الأفراد والأمم .. كم يلزمنا أن تكون (فارقة) لتُنبّئ لنا عن مجدٍ يُسعفنا.  لا شيء على مرّ التاريخ يصبح تاريخاً فارقاً إلاّ إذا تمّ غمسه وإغراقه في حمض " العاطفة الجيّاشة " ..  ولك أن تختار مادة تلك العاطفة التي تنوي بها تخليد لحظاتك الفارقة .. عاطفة الحب الشديد أو الحزن الطاغي أو ربما الغضب العارم . أن تصنع لون مزاجك وتصبِغ عاطفتك بما تشاء.. أمرٌ يرجعُ لنوع برامجك الفكرية التي تحملها عن نفسك وعن الحياة.  فلو نظرت داخلك لوجدت أن عملية" تخليد اللحظات " وتحنيطها تتم في" حرم الأوقات المشبعة بإحساسك المستغرقة بحضورك " .. من هنا فقط يتم تسطيرُ تاريخك .. ومن هنا أيضاً يتم فتح بوابة ذاكرتك كمتحفٍ .. يتعامل بعنايةٍ مع مكنوناته وكأنها خلقت للبقاء وحسب.  أن تتنفّس اللحظة وتعيشها.. أمرٌ يدعوك لأن تهيء

شغفك .. لا تتبعه

صورة
وُجدنا في هذا العالم. ،،  " لسببٍ ومهمّة " ولن تتضح لنا المهمّة إلا بعد أن يتجلّى لنا السبب.  تُرى ،، هل أدركت علّة وجودك؟؟ وهل إتضحت لك معالم مهمّتك في هذا العالم المشغول؟؟ لطالما تحدّثنا خلال رحلة عمرنا عن " تجاربنا المرغوبة" ولكننا لا نتطرق كثيراً في الحديث عن " تجاربنا المصمّمة " التي نختارها بوعي وإدراك.  نلهث وراء "الشغف" ونسرف في الركض وراءه حتى يبيت هوساً يسيطر على مفاصل وعينا ويحتل أجزاءً واسعة من إرادتنا الحرة.  ومن دواعي الفطنة عندما تنوي " الإرتباط الوظيفي أو الريادي ".. أن تبحث عن ( المهارة قبل الشغف ) ،، ففي لغة الأعمال التنمية المنهجية لمهاراتك تسبق شغفك بكثير.  وفي فقه العمل ،، يطلب منك أن " تشعر بالشغف ".. أن تتعامل معه كشعور يغذي رغبتك في البقاء والنماء وتطوير مهارات ممنهجة قيمة ونادرة.  ولكن ،، تحوّل هذا الشعور" لشعار " تعتمد عليه عند إختيار مسارك المهني يعد إستراتيجية ركيكة لإمتطاء مساعيك نحو هدفك. صدقني ،، إن نصيحة " إتبع شغفك " في أدبيات العمل تعد نصيحة سيئة فالشغف وحده لا يكفي .. ببسا

الإلحاح ومادة التغيير/معدّل

صورة
أتساءل .. لماذا تفشل جهودنا في التغيير أو لا تتم بشكل كامل؟  لماذا نصل أحيانا متأخرين للتغيير المطلوب؟ ما أكبر خطأ نرتكبه عندما نحاول التغيير؟ بعد بحوثٍ مطولة لعلماء وكتاب وباحثين ؛؛ وجدوا أن " مادة التغيير " نادرة أو بالأصح لم يتم التنقيب عنها بالشكل المطلوب .. هذه المادة توجد داخل كل شخص منا وتظهر بوضوح في الأرواح المثابرة والمصرّة على تحقيق أهدافها لتقديم خدمة جليلة لهذا العالم.  هذه المادة تدعى ؛ " الإلحاح " شعور داخلي يلحُّ عليك أن تفعل شيئا مهما وذو قيمة. الإلحاح : شعور نبيل وتوجه ذهني لا يعالج الأمور الحاسمة وحسب بل " والمهمّة ". " الشعور بالإلحاح "يقابله على النقيض مستويان من الشعور 1. الرضا بالوضع الراهن 2. شعور الإلحاح الزائف في عالمنا اليوم باتت عجلة التغيير أكثر سرعة ووحشية كل شيء من حولنا يتغير بشكل مفرط وهذه السرعة والقوة تتطلب منا أن نجاريها داخلياً ،، الأمر يبدأ بشعور عميق وإيمان دفين بأن هناك " ضرورة مُلحّة" للتغيير والتحرك السريع والمدروس. نبدأ .." بالرضا بالوضع القائم " هذا المستوى الخطير والصامت من الشعور ب

نقل الرؤى.. ومبدأ الإلحاح

صورة
  يحدث ...  أن تكون لديك رؤية قوية وحماس عالي وخطة ناجحة لكن مع ذلك كُله.. تخفق في تحقيق الهدف . يحدث هذا للكثيرين ممن راودتهم الأحلام يوماً وداهمتهم الرؤى وسبحوا في فلك الإستراتيجيات وأحكموا حزام الخطط ..بل وأشعلوا من لهيب حماسهم أمسيات خيالهم الجامح.  قد تستغربون .. عندما أقول أن الخلل لا يوجد في الرؤية ولا في الهدف المختار ولا حتى في الخطة المسبوكة .. الخلل .. يكمن في عملية " نقل الرؤية "وتشكيلها أثناء عملية السير لتحقيقها.. والعامل الأساسي في حدوث هذا الخلل والإخفاق.. هو " فيروس التغيير " الذي يطرأ على كل مرحلة من مراحل عملية التقدم نحو الهدف.  كيف نتعامل مع هذا " الفيروس" ونتكيف معه بطريقة لا تجعلنا نتوقف بل نكمل حتى لو كانت خطواتنا مرتجفة ومتخبطة.  هناك العديد من طرق الإستشفاء وبنود العلاج .. من أهمها : 1. " إثارة الإحساس بوجود ضرورة مُلحّة " بالذات في الخطوة الأولى لعملية التغيير . دائما البداية تكون مكلِفه وتحتاج لإستعداد قوي للتضحية " بالمغريات والعادات المثبطة للهمّة "  تحتاج لإستعداد نفسي وعقلي وجسدي لتقنين وترتيب فترات الراح

تجنيد النوايا

صورة
لطالما ،،  كان التجنيدُ حِكراً على ذوي الرّتب والبُدل العسكريّة .. لطالما كانت سياسة التجنيد مرتبطةً في أذهاننا بكل ما له علاقةٌ بالحروب والفوضى ..  لربما قد حان الوقت لتسخير هذا المفهوم في صالح الإنسانية وتجويفه من معاني الخوف المطلق والترقب المقلق لما هو آت بالرغم من ضرورة ملأ فجوة احتياجنا لمقاومة المعتدي ودحر المحتل بذخائر النار والبارود وسيوف الإصلاح..  وإني هنا ،، عندما أتحدث عن تطويع المعاني وتفريغها من شكلها التقليدي لا أعني سلخها من المعنى القديم .. بل أعني أن المفاهيم والمصطلحات يمكن إعادة عجنها وتشكيلها بما يخدم وعينا ويطور من مهاراتنا في التعامل مع الحياة.  وإني حين أتحدث عن " النيّة " فإني أقصدُ فيها " خامة " العمل   .. و" مادة "الجهد الذي نصيغُ به أفعالنا.  يا تُرى ما نوعُ تلك الخامة وما جودة تلك المادة التي يُبنى عليها كل شيء ويتشكل منها أي شيء.  لذا كان حريّاً بنا أن نتعامل مع تلك " النيّة " كما نتعامل مع طوب البناء الذي نختار أن نبني به بيوت عمرنا.. أن نتعامل معه كما نتعامل مع النسيج الذي سنخيطُ به ثوب زفافنا .. أن نعتني بما ننوي

عن التسويق

صورة
بالإمكان أن أجعل منك صيداً تقتات عليه نِبال رمحي متى أردت،،  لكن ،، يستحيل أن أصيبك في الهدف إن أنت رفضت           أن تكون فريسةً سائغة لسهامي الجائعة.  في السوق ،،  يسهُل اختيار فرائس الشراء .. لكن يصعُب بحق إصطيادها وهي يقظةٌ واعية.  في التسويق ،، لا تقدّم رسالة بيع  .. قدّم " حلاًّ " قدّم أفكاراً .. أو أدوات على هيئة (منتج أو خدمة) لا تفعل العكس.  العلامة التجارية باختصار  ،، " وعد التجربة "  و " تجربة الوعد ".  في سوق العمل  ،، ما يجعلُك حيّا ..  هو " بقاؤك جائعاً " باحثاً طيلة الوقت عمّا يدعم نجاحك وتقدمك. أن تبدأ من " الصفر " كل يوم ،،  لا تغترّ .. بل تتغيّر هذا ما يجعلك على قيد البقاء.  إسمك ،،  هو نقطة تقاطع خطوط حظّك .. " منهجك، أسلوبك، رؤيتك، أهدافك "