المشاركات

أنا وشيء من وجع

  مرحباً أيها الوجع العابر  .. مرحباً يا من قاسمتني العمر .. وركبت معي قطر السنين ؛؛ وتنزهت فوق ضلوع صدري المثقل .. مرحبا بك على متنِ صفحاتِ كتابي القادم .. اسمح لي أن أبوح وأعترف لك : أنك لم تكن الكتاب ؛؛ فقد كنت تلك الصفحة التي آثرتُ على قلبها .. وأنك لم تكن العنوان .. فما كنت إلا سطراً مائلاً في إحدى الحواشي، صدقني ، لقد كنت .. كما أردتُّ أن تكون دوما ،، فصلا مطويّاً  .. حبرا جافّاً على ورق .. أردت أن أقول لك ولنفسي اليوم  ،، أنني أنا " الكتاب " .. وأنا " العنوان "  أنا من خطّ النصوص ؛؛ ورسم الحروف  أنا من اختار مواقع الفواصل .. ووضع نقط النهايات أنا .. من كتب القصة وصمّمّ الغلاف ،،  ووقّع الخاتمة .. ولأجل هذا اخترت أن أهديك هذا الكتاب  .. اخترت أن أشاركك الفرح كما قاسمتني الحزن الدفين .. وجعي ،، يا بركان كل ثوراتي التي اجتاحت ميادين أفكاري .. وأنبتت براعم إنشائي  .. يا جمرة غضب أشعلت وهج قلمي ؛؛  يا أيها المدّ العارم .. يا طوفان شعوري الهادر أهديك خلاصة إعصاري ..  باقة إحساسٍ مرهف أينعت على سفح الوادي .. فلولاي لما كان الكتاب ،، ولولاك لما بدأت القصة . #دعاء الع

تعريف

صورة
إمرأه ضد التصنيف ،،  لست بكاتبه فأنا لا أمتهن القلم ولست بشاعرة رغم أني أمتلك  الشعور ،، ولا بأديبه وإن قرأت في الأدب ،، أنا امرأة ،، تجيد استنشاق خضاب الحبر المنقوش على أكف  الورق .. أمتلك ثقافة خاصه أستطعت فيها أن أصافح بقية  الثقافات بسلام .. ونجحت في الإفصاح عن عبير حروفي وبخّ  عطر الفكرة ،،  أهوى التنزه على سفوح المفاهيم الوعرة بكعب قلمي الحاد  والمدبب .. لأجمع من هناك ريحان أبجديتي الخاصة ،،  وأعود حيث شرفتي المطلة على فصول عمري الأربعة ،،  فأعيش اليوم بحُلّة العام .. وعلى ذات الشرفة أدير ظهري  للغيب الآتي ،أتمادى في إعداد قهوتي على مهل .. أزحف  مع عقارب الزمن غلوة غلوة ،،  لأواعد وجه الساعة عند ابتسامتها ،، وأعانق أذرعها الممتدة  لعبق اللقاء .. في العاشرة وعشرة دقائق بتوقيت فرحك إن شئت  أو حزنك . هنا ،، على صفحات بوحي أنت سيد المساحة الزمنية أيها القاريء .. لك الخيار في ضبط ساعة ألمك أو أملك ... أو فكرك الجائع حيث تشاء أنامل شعورك الطليقة . #دعاء_العواودة  الرياض

فقه الخوف

صورة
  كلما أردت الحديث عن الخوف .. أطبقت  سماء صدري الواسعة ،، وعبرتني غيوم الوهن .. واستباحت مخيلتي أشباح الظلام الواهية  ..  كنت أظن أن القضية أبعد من حدود الشعور  .. خُيّل لي أن بإمكان الخوف إلتهامنا وأحلامنا وكل ما نملك  .. يا ربي ما ذاك الشيء المريب الذي بإمكانه قتلنا ونحن على قيد الحياة دون أن نراه بشكله الحقيقي. أدركت لوهلة أن علاقتي مع ذلك الشيء أزلية ،، إرث لم أختر أن أكون إحدى وريثاته ،، شعور مريب عابر للزمان .. يتخطى حدود المكان .. يفترس المؤمنين به بلا هواده ،، يقتحمك .. يأتي على محاصيل آمالك ، يلتهم ما أخضّر فيك وما يَبُس .. كالفايروس لا تراه لكنه يستوطن أرض روحك فيعيث فيها فسادا . وأنت ،، أنت الذي أفنيت عمرك تبني مجدك المنهوب ،، تراوح حلمك عنوة وتستسلم لرياح الخوف العاتي خوفا من الآتي . ما بالك أيها " الحالم " ،، أما آن لك أن تقاتل وتحمي أسوار طموحك ، شمّر عن عزمك يا صاحبي وانوي البقاء ( لا تغادر ).. واعلم أن " الخوف " شعور متطفل على أفكارك يهوّلها ويعظّمها ليدبّ فيك الرعب  .. مستعمرٌ جبان لا يملك إلا بوقاً كاذباً في مسرح عقلك ، همّه الوحيد إعاقتك عن إكمال

فقه العقبات والعقوبات

صورة
  لا زلنا في الطريق نمشي ونتعثر نقف ونكمل ،، تلسعنا حرارة الشمس .. ويوقفنا المطر .. تشاكسنا الرياح ويصاحبنا القمر . لكننا لا زلنا نصر على السير قدما مهما بدى الطريق معقدا ووعرا .. ففي نهايته تستلقي الحقيقة كاملة .. هناك يبدو كل شيء واضحا مهما كانت الأجواء ملبدة .. ولأننا اخترنا أن نختار ونستوفي الدرب تجدنا على طول هذا الطريق نواجه الأقدار  ،، ف تارة تلسعنا العقوبات وتارة تعاندنا العقبات  .. ولأننا نجهل أحيانا إن كانت أمامنا " عقبة أم عقوبة " تجدنا نتخبط في ردات أفعالنا معتقدين أن كل ما نكرهه عدو لنا على أية حال. لكن للحياة رأي آخر ،، فقد جاءت العقبات " لتطورك " وترفع من أدائك .. جاءت لتنمي قدراتك وتمنحك لمسة التمكين . أما العقوبات فقد جاءت " لتطهرك " لتشفيك لتمنحك قبلة التعافي من كل ما أفسدك . هلاّ أدركت الآن يا صاح ،، أنك في هذه الدنيا ستتقلب بين ترقية وتزكية ،، ستظل تُناور مصيرك المرسوم حتى يقابلك الأجل المحتوم. #دعاء_العواودة  القاهرة

لغة الريح ولَغوُها

صورة
  لا أعلم ما الذي يجعلني أرغب في الحديث كلما هب هبوب الريح ،، تلك النسائم تداعب خُصل شعوري  .. تطرق باب قلبي .. تتسلل بخفة من بين أطراف كياني  .. تدفعني لإفراغ مكنوني  ..وانتزاع اعترافٍ من بين شفاه صمتي المطبق ،، تدعوني لأن أصرّح عن دفائني  .. وأخلع ثوب حراستي المموّه . تهبّ هذه الرياح كل مرة لتعرّي أغصان روحي  ،، وتسقط أقنعة النفس الخادعة ..  تهبّ لأجد نفسي مستسلمة أمام سطوتها  ،، فتقتلع في طريقها جذور أوهامي ،، وتكسر أغصان حمولي الزائدة  .. ها هي ذا تدعوني لأن أتخلى عن ثمار انتظاري الناضجة  .. وأسمح لنفسي أن أعيش هزائمي بكل تجرد ،، وأقبل الخسارات بعقلية الحرّ الذي لا تعنيه الأرباح حينما يتعلق الأمر بعزته معتبرا أنه هو " الربح " ذاته أصلاً .. أجدني دون وعي مني أبحث عن تلك الفوضى التي ترتبني من جديد ، وكأنها روح مرسلة يا صاح  .. روح مرسلة " على هيئة ريح " !! #دعاء_العواودة  القاهرة

الحِيَل النفسية وفقه الدفاع عن الروح

صورة
تجبرنا الحياة أن نتعامل معها بما يتناسب مع قوانينها الصارمة لا مجال للخداع مع هذا النظام المحكم والمحبوك  .. في اللحظة التي تنوي فيها ليّ يد الحقيقة ،، يرد عليك هذا النظام بكامل ثقله ليعلمك الدرس وليخبرك أنك تجاوزت الخطوط الحمراء وعليك العودة لجادة الطريق  .. نعم ،، لقد تم تصميمنا بشكل يقبل التطور ويندفع نحو النمو ،، فتم إلحاقُنا في مدرسة الحياة لمواكبة التحديات ومعالجة المنعطفات ،، وللخروج من المآزق والبحث عن الحلول . علينا أن نتذكر عند كل مفترق طرق أن الحياة قد تمت هندستها بطريقة تخدم وعينا وتساهم في تطورنا وبنائنا ذهنيا ونفسيا وروحيا. ولأننا في مرحلة ما من مراحل نضجنا  .. فوّتنا بقلة خبرتنا وجهلنا هذا المعنى الحقيقي للحياة ،، فتاهت الروح في دهاليز النفس المعقدة  .. وعِوضا عن فهم الدروس الحياتية بتنا ننشئ دروعنا النفسية ظنّاً منّا بأن ذلك سيحمينا من الألم والتهشّم وسيحفظنا من التشوهات. لكن الواقع كان له رأي آخر  ،، فعلى الصعيد النفسي باتت هناك الكثير من الأخاديد طمعا في مواراة الحقيقة ،، والروح لا زالت شاردة .. تبحث عن من يعيدها لمعقلها  الرئيسي الذي انبعثت منه .. تبحث عن من يعيدها &

مطر وطرق

صورة
  لا أفهم ما مدى ارتباطك أيها المطر "  بالأرض والروح " ،، ما سرّ الابتهاج المرسوم على وجوه البساتين ووجوهنا لحظة مجيئك .. ما مغزى أن نشتاق للبلل،،  وأن تتبرّك بالطّين .. وأن نحبّ رائحة الشتاء ما قصتك مع النوافذ ،، وما حكايتك مع الذاكرة ..؟ من علّمك العزف على أوتار قلوبنا! ومن أوصاك أن تغسل جراحنا..! من علّم الغيم كيف يحضّر قُبلته ،، ومتى يطبعها على جبين الأرض!! قل لي ما سرّ الفرح المقامِ في نفوسنا حين تطلّ علينا ،، فما زلت أجهل هل أنت من تنزل إلينا  .. أم نحن من نطير إليك ؟! بالنهاية  ،، أنا لا أعلم  ما الذي يدفعني أن أكتب إليك بدل أن أكتب عنك! أجبني؛؛ فأنا مثلك لا " أملُّ من الطّرق حتى أسمع الإجابة" . #دعاء_العواودة  القاهرة