مُريد ..

 


لماذا يجب علينا دائما أن نختار؟؟
ونتخبط بين تلك الاختيارات ؟
في حين أنه يمكننا صنع " عروضنا المميزة " دون أن تفرض علينا الحياة عروضها المحدودة. 

لماذا لا نستقل في رسم قراراتنا التي نراها مناسبة عِوضا عن أن تقرر لنا الأوضاع ما يناسبنا.!! 

لما لا نتكلم بلسان الإرادة ونطلب بشكل صريح ما نرغب به؟
لما نلجأ للاحتمالات والخيارات المتاحة ونظن أن الدنيا قد انحسرت فيها رغم فسحة الكون وسعة صدر الحياة. 

لمَ نؤثر على أن نتنفّس من ثقبٍ ضيق ونحسب عدد جُرعات الهواء رغم كرم الله المُطلق ومجانيّة الموارد التي تقوم عليها معيشتنا.

قالها سيدنا يُوسُف عليه السلام حين حدّدت لهُ الحياة شكل المصير المتربص به: " السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه" 
لقد اختار السجن على الغواية حين وضع تحت ضغط الواقع ولم يطلب بالشكل الصريح أن يصرف كيد هؤلاء النسوة عنه. 

وفي الثانية وبعد أن نضجت تجارُبه واستوت حكمته قال:
" إجعلني على خزائن الأرض" 
ليحدد طلبه ويفعّل إرادته في أن يكون ملكاً للبلاد بعد أن مكّنه الله في العلم والفهم. 

صحيح .. 
أن الحياة قد تضعنا أحيانا في خندق الاختيار وشحّ التطلعات لتستنزفنا نفسياً وجسمانيّا فتقصُر مع ذلك الوضع نظرتنا للأمور وفهمنا لمدى رحابة المُتاح وفساحة المُباح.. لكن لا بُدّ لنا أن نعلم بأن الحياة أشمل من ذلك وأكبر. 

وأخيرا،، 
لا ترضى أن تتقولب ضمن الموجود وتزنق نفسك في المحدود أخرج إلى سعة الكون وامتداد الفرص. 
واعلم أن " الفراغ " هو الأصل الذي تفرعت منه الموجودات والكيانات المحدودة .. فارجع إلى أصل تكوينك واعلم أنك كيانٌ أصيل وكينونة متفردة تسبح في فضاء وافر من الاحتمالات .. وما عليك سوى أن تُشكّل قرارك الذي تريد لتجعله اختيارك الوليد من جوهر إمكاناتك النفيسة ورغباتك الخاصة. 


" رِد ولا تختر ما دام في الأمر وِسعٌ وترخيص "

#دعاء_العواودة 
القاهرة 








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع