الشواطئ المتآكلة وغرق الشركات


 

يقال ،،

" أن البحر عندما أراد أن يعبّر عن نفسه ذات يوم تجلّى على هيئة شاطيء "  ..
فتلك السواحل الساحرة من حولك هي أجمل ما عبّرت عنه البحار عندما أرادت أن تكشف بدلال عن أعماقها الدفينة ..

وعلى سبيل الشركات تجد أنها تشبه إلى حد ما أسلوب المحيطات العملاقة في التعريف عن نفسها ،، ف للشركات أيضا شطآن ،، ألا وهي" منتجاتها " التي لا زالت تُدهش الجنس البشري ..

لقد نجحت السواحل على مرّ الزمان من أن تستقطب بجمال أجوائها الزائرين والسيّاح بُغية الاستجمام والتنعّم بأنفاس الطبيعة النقية إلاّ أنها تعرضت في الأزمنة الأخيرة لتغييراتٍ قاسية أفقدتها ذلك السحر .. 

فقد شوهت ظاهرة " تآكل الشطآن" جمال تلك المساحات الخلاّبة .. بفعل عوامل التعرية البحرية التي نشأت إبان أزمة الاحتباس الحراري واختناق غلافنا الجوي " بأكاسيد الكربون " ونواتج الغازات الدفيئة التي ساهمت في ذوبان قمم كوكبنا القطبية المتجمدة والتي لم تجد لها مكاناً يحتضنها سوى بطون البحار لترتفع بذلك مناسيب المياة وتُغرق بدورها وجه الشاطئ  .. 

لا ننسى أيضاً تأثير القمر على السواحل وحديثه الصاخب مع الأمواج العاتية التي لا تجد لها مكانا ترتطم فيه سوى وجوه تلك الشواطئ البريئة .. 

كل ذلك وأكثر هو ما حطّم قلوب تلك السواحل وشوّه إطلالاتها المثيرة وحسر مساحات الجمال ليحرم بعض المدن من رئتها الحيوية .. 

سلسلة متّصلة من الأحداث الدرامية أدت لهذا كلّه،، تشوّه الشواطئ وتآكلها ومن ثم اندثارها .. إنها حادثة إعدام لم يشهد مثلها تاريخ الطبيعة، لما للآثار المترتبة على تلك الحادثة من خطورة  ..

ومن أهم الكوارث التي أحدثها تلك الظاهرة كارثة " الإحتلال المائي" لأجزاء اليابسة الحرّة،، ذلك التمدّد البحري الجامح قضى على حركة العمران المجاورة للشاطيء واغتصب الأراضي الصالحة للزراعة وحولها بسبب ملوحة الماء إلى أرض بوار ..

ولو قسنا ذلك على الشركات سنجد أن كثير منها قد فقد شواطئه الساحرة بسبب سلسلة قاتلة من الأخطاء نتج عنها إعدام جماعي للمنتجات التي كان يتمتع بها مرتادو تلك العلامات التجارية  ..

نسب هائلة من الشركات تفقد حياتها كل عام في حلقة متصلة من الأسباب الفادحة ،،فبين كل 10 شركات ناشئة تعيش واحدة  ..

فها هي شركة shp المتخصصة بخدمة الشحن والتوصيل الذكي والتي حصلت على تمويل استثماري بقيمة 1.4 مليار دولار قد فشلت وتآكلت بسبب قرارات خاطئة في تعديل اتجاهاتها السوقية .

وهذه Nokia العملاقة التي انحسرت شواطئ إنتاجها بطريقة دراماتيكية وتآكلت علامتها التجارية في محيط السوق بسبب استراتيجيتها " التقليدية "والتي يقابلها في المشهد السابق غاز أكسيد الكربون الذي لامس قمم الجبال الثلجية الشاهقة وحررها من حالة الجمود إلى السيولة لتصب بقوة وعنفوان في محيط الفرص السانحة ..

 

ونوكيا بأسلوبها التقليدي في التعامل مع التغيير لامست رؤوس الشركات الناشئة والطموحة لكل ما هو جديد فسمحت لها أن تتحرر وتبدع مقابل ذلك الجمود الذي أبدته بدورها ..

 

لقد اختار رئيسها التنفيذي أن تنتج نوكيا نُسخها الكربونية المكررة لهواتفها المحمولة .. في حين كانت " آبل " تتدفق في السوق وتكتسح شواطئ نوكيا بكل قوة .. 

لقد كانت أمواج آبل عالية لدرجة لم تتحملها تلك الشركة التقليدية فغرقت عن بكرة أبيها. 

لا أعلم كم كانت درجة إحتباس أفكار ذلك المدير حينها ،، لكن ما أعرفه حقا أنه كان سببا في تعليم البشرية مخاطر " الاحتباس الفكري" في عالم ينشد التغيير. 

وأنت ،، 

ماذا عنك؟ 

ماذا عن شواطئ إبداعك الذهبية؟ 

هل ما زلت تنشد التغيير وتبحث عن التدفق؟ 

هل أنت على استعداد لتحمّل أطوال موج التغيير القادم ؟ 

ماذا تفعل كي لا تنحسر أو تتحسّر؟ 

#دعاء_العواودة 

مصر_القاهرة 

 Twitter:@doua7777

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع