مباديء التحويل الفكري -الجزء الأول


الحقيقية 
( لا تتغير ) 
هذا كل ما عليك أن تعرفه
لكن 
ما عليك أن تدركه
هو أننا متباينون في رؤية تلك الحقيقة
بلونها الأبيض النقي 
وهذا الاختلاف يرجع في أصله
إلى " جوهرنا " 
الذي نرى من خلاله الحقائق
فكلما كان ذلك الجوهر شفافا ونقيا
كلما كانت الرؤيا صحيحة وصادقة
ولكي نتمكن من النظر بقلوبنا
ولنرى الأمور على حقيقتها
من غير تزييف أو مساحيق خادعة
فليسأل كل منا نفسه
كيف يمكن أن أحصل على قلب شفاف
يسهل الإبصار من خلاله؟

هذا السؤال يتطلب منك أن تعبر مرحلة هامة 
في حياتك تتمثل " بالتنقية " أو التخلية
وأحب أن أسميها أنا
مرحلة "رفع الحُجب " التي تغلّف عين البصيرة
وأول خطوة لعمل هذا هو أن تلبس نظارة 
" الحياد" 
فترى الأمور كما هي من دون أية إضافات
درامية أو تراجيدية
إن استطعت أن تصل لتلك المرحلة 
فهذا يعني أنك في مستوى 
" التحوّل الخيميائي للروح" 
لتلمس بعدها جذور الأفكار والمعتقدات التي 
جرّت إليك المشاكل
ستدرك الأسباب الحقيقية وراء ردات فعلك
وتبنّيك للمواقف التي حددت وجهتك في رحلة الحياة
.................
إن ( مرحلة الحياد هي مرحلة التحول
التي يحدث بعدها التطور ) 
ولأنك أيها القارئ تريد أن تتغيّر للأفضل
ستبدأ تدريجيا في التخلص من *معضلة الأحكام*
المتمثلة في الحكم على نفسك وعلى الآخرين 
ستخفف من استخدامك لتوابل الدراما 
في إخراجك للحبكات الخاصة بالمواقف 
التي تتعرض لها يوميا
ستكون محايدا ومتزنا وهادئا
ريثما تمر العاصفة التي ستعرّي لك جذور المشكلة التي
أخرجت رياح التغيير عن النص 
وأحالتها إلى عاصفة
هذا لا يعني أنك لن تتألم في مرحلة التحول تلك
على العكس 
الشيمة الأساسية لهذه المرحلة هي 
" الألم" 
ذلك المعلم المجاني الذي لا يتعب في تعليمك 
مدى العمر .. 
إلا أن هذا الألم لن يستمر معك إن أنت تقبلته
وتنفست من خلاله وطهّرته بزفراتك
سيمضي
إن أنت استسلمت وأصغيت لما يريد أن يخبرك به
سيمضي
إن استيقظ وعيك عليه وشعرت به
فتبكي معه  إن شئت
وتصرخ عليه إن أردت
وتشيح بوجهك عنه  إن راق لك ذلك
لا بأس أن تحاور آلامك بالصيغة التي 
تراها تعبّر عنك 
المهم
أن لا تهمل الدرس الذي جاء ليعلّمك إياه
فعقِب كل تلك المناورات
والحوارات
إختَر أن تنزع حجاب "جهلك بنفسك"
عن عين قلبك لعله يبصر
وافهم الحكمة من وراء ما يجرى لك
هكذا تُقفل الدروس للأبد ولا تعاد كرة أخرى 
هكذا يختفي الألم الآتي من ورائها
هكذا تولد الحكمة وتنتهي المعاناة
..... 
لا تحزن إن تكرر الدرس عليك
فأحيانا تحتاج أن ترفع حجابا واحدا عن ناظريك 
في كل مرة يصفعك فيها الألم
لتبصر بالنهاية نور الحقيقة تدريجيا
على أن ترى ذلك النور دفعة واحدة
فلربما
لو انكشفت كل الحجب عنك مرة واحدة
لصدمك نور الحقيقة الساطع ولربما أصابك  بالعمى 
فهذا كله يرجع
لمدى " جاهريتك " واستعدادك لسماع صوت الحق
 فتقبلك له سيجعلك ترضى بالحقيقة مهما كانت موجعة
وإقبالك عليها أو اعراضك عنها
سيتحكم به مدى نضجك ووعيك
......... 
أردت لك في هذه الكلمات العابرة
أن تكون مرنا بما يكفي لتمتص صلابة الحق
 ولتستوعب قوة الحقيقية
أردت لك ان تكون مستعدا بما فيه الكفاية 
إن ارتطمت الحقيقة بمباني معتقداتك الشاهقة
وأحدثت في داخلك زلزالا 
يهلهل كل زيف شُيّد يوما داخلك
أردت لك أن تتحمل قوة الهدم
لتقوم من جديد وتقييم بناءك في النور.


سأتحدث معك في الجزء الثاني عن المباديء الثلاثة لعملية التحويل الفكري
من داخل مختبرات الذات في رحلة فريدة وخاصة وذات طابع شخصي



عاء-العواودة
القاهرة









.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع