المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

الثِّقل الشعوري

صورة
ولأنك الروح ونفثة من البَوح .. لأنك المعنى قبل أن تكون المادة .. والأثير قبل أن تكون الأثر ،، لأنك الإنسان فإن للزمان معك حديثٌ آخر .. يخاطبك من المكان الذي اخترت لنفسك أن تنزل فيك وتحط فيه راحلة شعورك ..  ولأن الأزمنة ثلاث " ماضٍ وحاضرٌ ومستقبل" فإن معادلة العمر تتفاوت من شخص لآخر.. فتجد من تخطى حد الكهولة ولم يهرم .. وتجد على الجانب الآخر من عبر نصف تلك المسافة فأكل الزمان عليه وشرب.  نعم ،، هكذا تتفاوت النتائج ببساطة ،، تتغير المعادلة بحسب المكان الذي ترعرع فيه شعورك وكبر ..  فما أنت أيها القارئ سوى مضغة مخلقة بهيئة جسد مادي ونفخة نورانية من جسم شعوري لايعمل إلا إذا لمسهُ الزمان وبدأ عداد نبضه بالحساب ..  ولك أنت حرية الاختيار في أن تنهك ذلك العداد بحسابات الماضي وفوضى الجرد والأرشفة أو أن تشغله بالتصفيات ضمن قائمة مرهقة من الحزن والغضب.  أو إن أردت هيأت لعداد نبضك الفرصة لينشغل بالمستقبل فيضرب أخماساً بأسداس ويحسب جدوى مخاوفه وقلقه من أمر لم يأتِ وتوجّسٍ لم يخرج من قُمقُمه بعد ولعله لن يخرج.  لك أيضا أن تختار العيش في جلباب اللحظة تعاصر الحاضر الذي تنصهر فيه كل الأزمان فم

" الضياع".. كشعور

صورة
أتساءل إن كان بالإمكان أن نشخّص الضياع " كشعور" يمكن قياسه على مستوى الروح .. نعم قد تتوه أجسامنا المادية في حقل المكان .. قد نلتف حول أنفسنا باحثين عن الطريق المؤدي لوجهتنا المقصودة .. لكننا في النهاية على الأغلب نستدل الطريق ونتبع الوصف.  لكن يا ترى ماذا لو ضلت أرواحنا في رحلة العمر؟ كيف لنا أن نجدها وندفع بها إلى سبيل الهداية والخلاص.  دعني أسألك باعتبارك أحد التائهين في دروب النفس : إلى أي درجة أنت ضائع ؟ هل أضعت الوجهة ..؟ أم أنك ضللت الطريق؟ أين أنت الآن ؟ وكم يفصلك عن حلمك؟ هل تفكر بالتراجع أم أنك تنوي إكمال المسير؟  ما الذي يشتت ذهنك ..  وعند أي منعطف أضعت بوصلة قلبك ؟  أكاد أستشعر بك وأنت تتحسس طرقات الذاكرة باحثا عن مسرح الحدث الذي أودى بتركيزك وشتت انتباهك.  لا أعلم أين تقبع الآن ..  لا أدري إلى أين جرفك سيل حزنك وأين حطت بك ريح إحباطك  لا أعلم أين قذف بك موج خوفك العاتي لكن ما يمكنني إدراكه حقاً في هذه اللحظة هو أنك على قيد الحياة ..  تبحث في سفوح اليأس عن زهور الأمل الباقية ،،  تغفو عند بوابات الفجر لتنهل من معين الشمس عند طلعتها ..  وفي الليل يستقطبك ضوء القمر ف