المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢١

التراكُبيّة في العلاقات

صورة
ها هي تجارب السنين  لم تزل تكشف لي عن وجه الحياة بكل بتجلّياتها وحكاياتها الدفينة .. ها أنا ذا أُنصت لصوت الحكمة الآتي من وراء حادثات الأيام .. ها أنا ذا أُدرك في الوقت الضائع أننا معشر البشر " لا نتفق في فهم الواقع بل نختلف " نحن نختلف أيها القارىء حدّ الإبداع .. نختلف بشدّة وهذا الاختلاف هو من أنجب لنا كل هذه التباينات والمقاربات حول العالم ؛  هذا الاختلاف هو من حفّز العقول وحرّضها على التلاقح ، لتحمل لنا أجنة الأفكار البديعة ولتنجب وجه الجمال المتبختر في هذا العالم . ولأن لكل منّا خريطتة الإدراكية التي شكّلتها (قراءاته، ومقارناته، وتربيته، وفهمه للواقع، وقيمه).. فإنّا قد كُلّفنا بتجويد تلك الخرائط وإعادة تصميمها بما يضمن تقدّمنا العلمي وثباتنا العقائدي .. لذا كان لزاماً علينا أن نتخيّر أحدث الأدوات وأرقى الخامات وأجود الأساليب لنخرج " بالعقلية المتحضّرة " التي سنُشرّف بها أمتنا في محافل التاريخ. فها أنا ذا بعد أن سار بي مركب الوصول وعبرتني كل الفصول وأثناء المسير وِجهَة الشاطِي ،، وفي لحظة استغراقٍ فكرية  سحبتني أمواج تأملاتي لأستيقظ وسط بحر هائج من المشاعر وعاصف

ستعود ..

 

أما آن لسلطانك أن يُتوّج

صورة
في غُرفِنا المغلقة ،، لا حديث يعلو فوق حديث الروح .. ولا كلام يطفو فوق ثرثرة النفس .. فأصدق الحكايا هي تلك التي تخلو بها مع نفسك .. وتحدّث بها شغاف روحك .. ولأن حوارك مع الذات عمييق وبالغ  ..  فإني أدعوك بأن تُورِد خيل روحك لينهل من ينابيع تلك الأسئلة النضّاحة بالاستفهامات لعلّها تروي شيئاً من ظمأك .. وسؤالي لك: من يحكمك الآن ؟؟ من يستولي على منافذ روحك ويمرر منها ما شاء من بضائع ؟؟ من يعتلي عرش عقلك وينهَى ويأمُر ؟؟ أين يمكث سلطان وعيك اليوم؟؟ أتُراهُ في سدّة الحكم .. أم حبيساً .. أم مُهجّر؟..  وريثما يهدأ رنين تلك الأجراس التي قرعتُها لك في معابد النفس باحثة عن صدى الإجابات ،،  تخيّل لو أنك ترتع الآن في ربوع وطنك،، تمارس دورك الذي قُدّر لك .. وفي غفلةٍ منك تجد الأعداء يداهمون أرضك .. ليعتلي العرش حاكمٌ زائف .. ويحتل الغرباء كل ممتلكاتك .. ولينتزع صوتٌ مجهول التّعبير من بين شفتيك فيتكلّم بالنيابة عنك ، وبينما أنت كذلك يشدّك هُتافٌ غير مألوف في الطّرقات .. وشعارات دخيلة تُرفعُ فوق الهامات.. وبين كل هذا الهراء ترى علم  بلادك يُنكّس أمام ناظريك .. قلّي بربّك ما حجم " الغُربة "

وعي

صورة
  تخوض ~ الذهنيّة الواعية ~ المخاطرة " لتتّقيها "  لا لتقع فيها ..  تماما كالغوّاص  الذي يخترق البحر  " ليكتشفه"  لا ليغرق فيه.  #دعاء_العواودة  القاهرة   

عازف مع العمل

صورة
لا تريد لك الدنيا أن تكون عازفاً عن العمل .. بقدر ماتريد أن تكون عازفاً معه .. ولأن الحياة مقطوعة ،، تحوي العديد من النغمات المتآلفة،، وجمعاً من العازفين .. حُقّ لك أن تتخير ما تشاء من الآلات متباينة الأنغام لتشارك بها شغفك في محفل الحياة ،،  فلا يهم في الحقيقة.. أن تكون واحداً من العزَفة بقدر ما يهم أن تختار الأوركسترا التي ستنتمي إليها والآلة المناسبة التي ستعزف عليها .. سامحاً للألحان الجميلة أن تتجلّى وتتدفق من بين أصابعك أو شفتيك . وفي أوركسترا العمل ،، هذا ما يحدث لك تماما.. فإمّا أن تكون أحد العازفين في الفريق أو أن تكون مايسترو الفرقة .. لتشرف بدورك على تناغم العمل والخروج بمقطوعة الإنجاز.  إسأل نفسك بعد اليوم .. هل تعزف على الآلة الصحيحة في المكان الذي تعمل فيه؟؟ وهل تنتمي  للمنظومة الأوكسترية التي تبرز جمال تراتيلك؟  هل أنت من اختار شكل الآلة التي يريد العزف عليها؟؟ أم سُلّمت لك جبراً؟  هل تشعر بأن مهاراتك تتسق مع متطلبات آلة العزف التي تعمل عليها الآن؟؟  وأخيراً ،،  ماذا عن اللّحن الذي تُصدرُه أثناء اللعب على الأوتار ؟؟  إن كُنت تشعر أن صوتك مُحاصر ولحنك ناشِز وعزفك يختنق ..

افعل شيئا ..

صورة
أن تقف في " المنتصف " ..  شعورٌ مؤلم  إحسم موقفك تقدّم .. أو تراجع لكن لا تقف..  حدّد ما تريد ثم.. افعل أو اترك لا بد أن تفعل شيئاً  تجاوب مع الطبيعة إعزف معها أو لها  " عِش فيما تريد أو مُت لأجله"  لكن لا تقف..  لا تقف في حلق الطريق فهذا " خانق "  خانق جدا #دعاء_العواودة  القاهرة   

شيفون التغيير

صورة
نعم ،، عندما يتعلق الأمر " بالعاطفة" التي تحكم آلية عمل التغيير فإني اختار لها أن تكون شيفوناً ينمّ عن مدى الرقة والعطف والمرونة التي نحتاج إليها في تحريك وتحديد وجهة مركب العمر الذي سنبحر فيه نحو رحلة التغيير.  كم يروق لي هذا التعبير عن " التغيير"،، فبقدر ماهو ثابتٌ هذا المتغيّر إلاّ أننا كثيراً ما نتزعزع أمامه.  " التغيير : هو الشيء الوحيد الثابت في هذه الحياة " ولكي نمتلك تلك النزعة من الثبات في مواجهته .. علينا أن نفهم آلية عمله في حياتنا وكيفية تأثيره على أرواحنا وأذهاننا، علينا أن نصمم له سلاحاً من ذات المادة التي يواجهنا فيها.  في البداية ،، دعونا نعي أن أي حادثة تغيير تباغتنا تصطدم أولا بخط الدفاع المستنفر دوما لحمايتنا .. والمتمثّل " بجسمنا العاطفي " ذلك الدرع الذي يتلقّى عنّا الضربات ويتحمل بالنيابة عنا مزاج التغيير المتقلب والحاد" .. فعند حدوده تبدأ المعارك ولا تنتهي إلا في قلب عاصمة الوعي . فمن هناك تنبثق عملية التحوّل الداخلي ،، ومن مدارج العاطفة تُقلع عاصفة التغيير.. لنصل إلى قناعة مفادها أن (النقلة في أي عملية تغيير تتمثّل بال

دولاب الحياة وساقية العمر

صورة
تعالوا سويّاً ،، لنعيد تعريف " عجلة الحياة " .. ونرتب معاً معادلة أطرافها من منظور جديد .. فها قد أتينا إلى الدنيا وكل منا يسعى لغرف ما يحتاجه منها،، بنسب معينة من الخبرات المدروسة والتجارب المحسوبة منذ الأزل للمساهمة في تفعيل حالة التطور الداخليه للنفس والروح. كلٌ منا ما هو إلا  "حالة فريدة " لا تشبه غيرها، نختلف في ( الظروف، والبيئة، في البرامج الفكرية المحملة بأذهاننا، في شكل النظارة التي نرى من خلالها الحياة، نختلف في قوة البريق الخاص بأحلامنا، ودرجة صفاء رؤيتنا للمستقبل)..  نحن نختلف في كل شيء إلا أننا نتشابه في رغبتنا في التغيير، واللّعب في مستويات التطور .. لذا تجدنا ندفع عجلة حياتنا كلٌ حسب منظومته النفسية والحياتية الخاصة التي شكلتها " ظروفه، وبيئته، وفكرُه، ونظرته، وبريق أحلامه، وصفاء تطلعاته"  لنعي في النهاية ،، أن عجلة العمر لم تكن مقسّمة بشكل منفصل عن بعضها البعض كقرص البيتزا الذي نتناوله جزءا جزءا ..  سنكتشف أن عجلة الحياة تلك مترابطة ومتداخلة وكل جزء منها يصب في الجزء الذي يليه .. يهدر بلطف ويتدفق بسلاسة ليحدث صوتا متناغما مع الحياة تماما كم

موضع ألم ..

صورة
واعلم ،، أن موضع ألمك هو موضع ازدهارك .. وأن أوجاعك تلك هي الأرضية الخصبة التي ستتولى مهمة " بعثك" من جديد. فهاهي حياتك قد صممّت لك وحدك بطريقة تخدم تطورك وتساهم في نشأتك مهما بدوت راشداً .. تتهندس كل الظروف من حولك لترتب لك اللقاء مع "معلّمك" الذي يأتيك على هيئة دروس يؤديها لك أشخاص ومواقف تُخبرك كم (حجم الخبرة ومقدار التغيير) الذي ينبغي أن تجريه على نفسك كي تجتاز معها مرحلة الوعي الحالية  فيظهر لك " اللّص" بوجهه الحقيقي تارة ومتخفّياً تارةً أخرى على هيئة صديق مسرفٌ في خطفك من أحضان عائلتك.. أو يتمثل لك بهيئة (هاتف) يعرف كيف يسلب عقرب ساعاتك ليمرر منها ما شاء .. أو ربما على هيئة حلم موهوم تلاحقه كالسراب ظنا منك أنه الشرابٌ الذي سيروي عطشك.. وفي لحظة وعي منك تدرك كم كان يلزمك أن تبقى متيقّظا للمكر المُحاطِ بك فتوقف بحزم كل اختراقٍ يهدرك.  ويتناوب عليك المعلّمون لتفقه معهم قوانين اللعبة وأسرار الحياة ،، وليعلب معك هذه المرّة " شبحُ الهزيمة" وعفريت الفشل الذي يتربّص بك الدوائر عند كل قفزة تغيير نوعية تنوي القيام بها .. فتأتي الهزائم بشكلها الصريح م