خُلِقتَ مُحارباً

 


هكذا أتيت الى الدنيا ،، محاربا وبدون بدلة قتال ...

أتيت لتُحيك بنفسك ملامح بدلتك القتالية ، تنسج درع قيمك وتخيط مقاسات أخلاقك التي ستواجه بها معركتك مع الحياة .


أنت وحدك ،،

من سيصنع النصر ،، ويرفع الراية ، ويسطر البطولات .. 

ويخلد للتاريخ أسماء الملاحم التي خاضها مع نفسه والعالم ..


منذ صغرك،،

وسنن الكون تُعِدّ منك محاربا مؤهلا للقتال ..

فها أنت تصارع رحم أمك وتواجه رصاص طلقاتها كي تخرج الى الدنيا باكيا ،، إبّان فوزك بأول معركة لك مع الوجود ..

وتستمر سلسلة البطولات وعلى بعد أشهر قليله من معركة الوجود ،، تسطّر نصرا جديدا على هيئة خطوات تصارع بها توازنك المختل .. تخيط بها المسافة بين حضن أمك وجدار الغرفة المهرول إليها فرحا .. 

وفِي تلك الأثناء وعلى مقربة من ثغرك تحتدم في جوفك أبجدية التعبير وتتلعثم الحروف عند باب شفتيك ..

فها أنت تحارب من جديد مع صوتك المرتجف وتعابيرك المرتبكة .. لتنزح الى الخط كلما قويت أصابع كفيك .. فتنقل معركتك مع الكلام من رصاص الصوت الى رصاص القلم ..

وتستمر المعارك ،، 

وتتوقف انت عند كل انتصار لتلتقط أنفاسك وتجهز جيشك الغازي ،، وهذه المرة انت تصارع الورق ونصوص الأسئلة ودوائر الاختيار ..

ستتغير ساحات القتال وسيتبدل موقعك وستبقى انت .. كما أنت محاربا هماما ،،

واصل شجاعتك وكن مستعدا لخوض معركة داميه مع نفسك تخرج منها منتصرا.



#دعاء_العواودة

#القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع