فلسفة النتيجة والهدف


 تقدم لنا الحياة على طول الطريق المؤدي إلى الله .. أهدافاً ونتائج ،، وخلال رحلة التطور تلك تضيع منا بوصلة الوصول.. فنصاب بالتشتت ودون وعي منّا ترانا نركض خلف النتائج ونقفز عن الأهداف ..

رغم أن النتيجة هي ابنة الهدف وخليفته،، فلو نظر العاقل لفعل " الصلاة " لوجد أن الهدف الأساسي منها هي التعبّد لله والتذلل إليه والتقرب منه .. والغاية الحتمية لنيّة ذلك الهدف بعد رضا الله عز وجل هو ( النهي عن الفحشاء والمنكر ) والراحة النفسية والبدنية والفوز بالجنة بإذن الله

ولو أتينا لفعل " الذّكر " وأخص منه أذكار الصباح والمساء لوجدنا أن الهدف الأساسي منها هو الاتصال الدائم بالله ليلا نهارا حبّا وطاعة له وتقرباً لوجهه الكريم .. وبالتالي سنرى أن المحصّلة لهذا كلّه بعد رضا الله هو الحصن والأمان والحفظ منه عز وجل

وهذا أيضا ما يحدث لنا مع " الدعاء ".. حين ندعو الله بُغية التذلل والانكسار له واللجوء إليه .. فنفعّل تلك النيّة ونترك أمر نتائج ذلك الدعاء تأتي تباعاً وفق كرم الله ورحمته وعطائة .. فلا نحمل همّ الإجابة كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بل نحمل همّ الدعاء الذي سنفعّل فيه نيّة التذلل والخضوع والإنكسار واللجوء لله القوي الجبار. 

فدعوتي إليكم أيها المقبلون على الله أن لا نلهث ونستعجل وراء النتائج والمحصّلات .. كي نحافظ على باكورة نوايانا، وليكن همنا الأوحد وشغلنا الشاغل هو رضا الله أولا والتقرب إليه والتذلل له .. ولندع النتائج تأتي تباعاً 

لنحافظ على " نقاء نوايانا " فتلك والله عبادة العلماء الربانيين الذين عرفوا الله حق معرفته وقدروه حق قدره

فمن الفطنة،، أن نحدد وجهة قلوبنا.. فلا نقفز عن الأهداف وننساق وراء المحصّلات إن كان بوسعنا أن نبقى أنقياء وواضحين في التعامل مع جوهرة نوايانا الخالصة . 





#دعاء_العواودة 

القاهرة 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع