استراتيجيات الترقيم


لمّا كانت الحياة كالنّص ،، ونحن كالكُتّاب .. أصبحت النقاط والفواصل بمثابة اللّحظات الفارقة التي يتحدد معها شكل قصّتنا. 

وأصبح من دواعي الفطنة أن نفقه التعامل مع تلك " الحواجز المادية والنفسية".. أثناء تداولنا للحياة. 

فبعض المواقف تتطلب منك ( نقطة) حاسمه تنهي فيها الأمر .. لتتيح لك الإنتقال للسطر الذي يليه في قفزةٍ جادة للبدء من جديد. 

ونحن على مدار العُمر قد نخطئ في استخدام تلك الأدوات الفاعلة في إنهاء بعض المشاريع أو حسم بعض العلاقات أو ربما استمرار التقدم في أمر يبدو في ظاهره أنه قد انتهى في حين أنه ما زال ممتلِئاً بالفواصل التي تعني " إمكانية الإستمرار " .. 

يُخفق الكثير منا في توظيف " نقاط عمره وفواصلها " .. فتراه يعمد للنقطة في موضوع لم يكن يتطلب منه سوى " فاصلة " يستريح عندها ليكمل بقية النص .. لكنه فكّر وآثر على أن يبتر الفقرة باكراً ليحصل في النهاية على ( نص غير مكتمل المعنى) ولو أنه صبر ليكمل تتمّة السطر لاستقامت روايته ولألهم النفوس من حوله . 

وينجح آخرون في حسم بعض المواقف التي لا تحتمل مجاملات الفواصل ولا ينفع معها أي إضافة لأنها قد استوفت كل الفرص ولم يعد هناك رحيق معنىً تستنشقه .. باعتبار أن النص قد نضج بما فيه الكفاية ولم يعد يستوعب أي تطوّر في معناه.. هُنا يصبح " للنقطة " قيمة تدفعك لأن تبدأ من جديد حكاية عمرك. 

عندما تكون واعياً لأهمية النقاط والفواصل في حياتك ستدرك أن عملية " التطور" تحدث بين الفواصل فبعد كل فاصلة هناك إضافة، فإذا ما شعرت أن استخدامها لم يعد يجدي ولم يعد يضيف معنىً أو قيمة لقصتك يمكنك حينها أن تستعمل استراتيجية " النقطة" في محاولة حاسمة منك لإيقاف انزلاق نصّك وانحطاطه أو خروجه عن السياق. 


أخيراً،، إصنع من النقطةِ " تناهيك" ومن فواصل العمر "تناميك". 


#دعاء_العواودة 

 القاهرة 









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع