أطلق نُسختك


من يُدرك حقيقة هذا الكون وحركته الدائمة سيدرك أنه في تعرّض مستمر لريح التغيير .. وأنهُ شريكٌ في عزف مقطوعةِ الحياة المتقلّبة .. فما أن تتوقف عن العزف ومجاراة اللحن حتى تختلّ مقطورةُ الغناء وتدهسك نغمات الحياةِ المتلاحقة ووتيرة العمر المتسارعة .. ولتنأى بروحك عن السّحق تحت وطأة ذلك التغيير السريع فالأجدرُ بك أن " لا تتوقف" . 

تحرك بثبات .. لكن لا تتوقف ،، إنتقل بين فواصل الأحداث متماسكاً فلا مجال لأن تفرط حبات صبرك أثناء قفز حواجز عمرك المحسوب .. 

 فما أنت أيها المرء إلاّ كومة " ذرات " تحملُك هبّات القدر وتنشرك .. تعبث فيك ريحُ التغيير وتشرّدك ،، تذرُك المصائب قاعاً وتبعثرك .. مالم تكن صلباً متماسكاً أمام هذا الجبروت فلن تصمد. 

لا بُد من الآن أن تجمعك ،، تُلملم شعث قلبك .. تحزم شتات أمرك ،، لا بُد أن تكُون معك .. تبنَّى كل حركةٍ تدعم تطورك ،، وتندفع مع كل موجة ترفعك ..

فأنت لست " نتاجاً نهائياً " لكل ما حدث ،، أنتَ يا صاح " إصدار " فأطلق كل عامٍ نسختك.



#دعاء_العواودة 


القاهرة 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع