تجنيد النوايا



لطالما ،، 

كان التجنيدُ حِكراً على ذوي الرّتب والبُدل العسكريّة .. لطالما كانت سياسة التجنيد مرتبطةً في أذهاننا بكل ما له علاقةٌ بالحروب والفوضى .. 

لربما قد حان الوقت لتسخير هذا المفهوم في صالح الإنسانية وتجويفه من معاني الخوف المطلق والترقب المقلق لما هو آت بالرغم من ضرورة ملأ فجوة احتياجنا لمقاومة المعتدي ودحر المحتل بذخائر النار والبارود وسيوف الإصلاح.. 

وإني هنا ،، عندما أتحدث عن تطويع المعاني وتفريغها من شكلها التقليدي لا أعني سلخها من المعنى القديم .. بل أعني أن المفاهيم والمصطلحات يمكن إعادة عجنها وتشكيلها بما يخدم وعينا ويطور من مهاراتنا في التعامل مع الحياة. 

وإني حين أتحدث عن " النيّة " فإني أقصدُ فيها " خامة " العمل   .. و" مادة "الجهد الذي نصيغُ به أفعالنا. 

يا تُرى ما نوعُ تلك الخامة وما جودة تلك المادة التي يُبنى عليها كل شيء ويتشكل منها أي شيء. 

لذا كان حريّاً بنا أن نتعامل مع تلك " النيّة " كما نتعامل مع طوب البناء الذي نختار أن نبني به بيوت عمرنا.. أن نتعامل معه كما نتعامل مع النسيج الذي سنخيطُ به ثوب زفافنا .. أن نعتني بما ننوي عمله كما نعتني بما نريدُ أكلهُ. 

لذا كان من الفطنة أن نتخيّر لنُطفِ أفكارنا أجود النوايا لننعم بواقعٍ نقيٍّ صالح يخدم مسيرة تقدمنا. 

ومن هنا أقول  ..

إجعل نيتك حاضرة دوماً ..جندها لصالحك .. إنوي الخير بينك وبين نفسك.. للقريب والبعيد والمستحيل.

واعلم ،، أن الفارق بين أصحاب( الفرص والحظوظ) وبين المنكوبين وظيفياً وحياتياً .. أن المحظوظين كانوا دائماً " مستعدين " لاقتناص الفرص وافتراس اللحظات المواتية. 

كانت مُؤَنهُم النفسية (النيّة) جاهزة .. وتحضيراتهم المهارية على أهبة الاستعداد ،، دائمو التعلم والبحث والنمو..  والأهم  " مدمنو أحلامهم السامية".



#دعاء_العواودة 

16/نوفمبر/2020

# القاهرة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع