اقبض على أوهامك



إقبض على أوهامك إن أردت لروحك أن تتحرّر .. ولحِملك أن يخفّ ولطريقك أن يتّضح ..

صدقوني أصعب لحظة من الممكن أن  تمرّ على الإنسان هي تلك اللحظة التي يقرّر فيها أن " يهدم وهمَه" .. يُطلق علماء النّفس على تلك المهمّة الشاقة  " نسف المُعتقد " .. وهي معركة صعبة بل هي أشرس معركة يمكن للنفس البشرية أن تخوضها في الحياة ،، إنها الحرب الداخلية التي تستنزف الروح والذهن معا وترهق الجسد .. فما أصعب أن تنتزع شروش فكرة تجّذرت في بنيانك العقلي والنفسي .. وبقدر ما هي شاقة تلك المهمّة ومرهقة إلا أنها ممكنة ومجدية لأبعد ما تتخيل حين يتعلق الأمر " بنُضجك".

فما هو الوهم؟ وما الفرق بين أن أكون واهماً أو حالماً؟ لو رجعنا لجذور تلك الكلمات لوجدنا أن الوهم " شيٌ أُلقِيَ في خاطرك ، فكرة سقطت بين أمتعة عقلك المسافر سهواً .. لا تدري من أين جاءت ولا تملك أدلة إثبات نشأتها ولا حدوثها. 

أما الحُلم .. فهو تلك الرؤية التي تنبع من داخلك تؤمن بها وتشعر بصدقها.. إنه الصوت الدافىء الذي يُلحّ عليك دوماً" أنْ حقّقني ". 

الوهم .. يتلخص في كونه (فكرة مُخدِّرة) لا تعمل معها الأدلة ولا تُفعّل.. ليس لها أساس يدعمها لذا لا يمكن البناء عليها ،، تظل تلك الفكرة عائمة في الفضاء وبمقدور العقل أن يرسم حولها بقلم الخيال الرصاصي بروجا وصروحا من الأفكار المصوّرة ولكن سرعان ما يمحو الواقع تلك الصور الزائفة. 

أما الحلم فهو ( فكرّة محفِّزة) تستفزك للعمل والبحث عن الأدلة التي تدعم تخلّقها وحدوثها .. لها أساس يتمثّل " بالالتزام الداخلي المُمكَّن بالدوافع الحقيقية والخطط المدروسة.. بل والمدعومة بأحقية امتلاكها ومشروعيته" .. الحلم الحقيقي يحثك دوماً على البحث والتريّث .. يُربّي فيك خصلة " الحِلم " وضبط النفس والأناة ويعزز فيك القدرة على الإنتظااااار مهما طال أجل بلوغ الحُلم .. يعينك على الصبر والصفح وتجاوز كل العقبات. 

والآن ..  هيّا أيها القارئ،، اذهب وتفقّد حقائب ذهنك المُرتحل هنا وهناك .. وانظر في أمتعة أفكارك أيٌّ منها تنبضُ فيه روح الحُلم الصادق .. وأيُّ منها تعشش فيه أنفاس الأوهام المزعجة.. واختر لنفسك من يستحق أن يكمل معك مشوار العُمر الباقي دون أن يؤخرك عن المسير. 


#دعاء_العواودة 

#القاهرة 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع