مُت بشرف




 أتينا على هذه الأرض وكل منا يحمل بين جنبيه عُهدته التي أمّنه الله عليها ،، روحك التي بين حنانيك مُستودعةٌ لديك،، استلمتها حين استلمتها نقية لامعه لا لَوثة فيها ولا عطَب.

بريئةٌ تألف الصدق وتتنفسُ الطُّهر .. حرّةٌ لا يحكمها صنم ولا تستوقفها حدود الأعراق ولا الألوان فالكل في الخلق واحد وعند الله تتمايز القلوب ،، هذا هو " أنت".. كما أرادك الله 

وحين أردت أنت بمعيّة الهوى وتدخل الشيطان صرت ما أنت عليه ،، 

ولأنك "موظفٌ" في هذه الأرض برتبةِ خليفة .. كان دورك الأوحد ومهمتك الأولى هي عبادة الخالق. 

هذا الدور الحساس وتلك المهمّة السامية ألقت على عاتقك أيها الإنسان مسؤولية " التّزكية " الدائمة لروحك لتعتقها من قيود الرغبات وتحررها من أسر العادات المكبّلة وتتطهرها من دُخلاء الطريق العابثين في أصول الفطرة. 

تلك التزكية: تعني النضال بمفهوم المعارك المفتوحة النطاق ،، كما هو الحال في جهادنا مع النفس .. حربٌ مفتوحة الجبهات تصارع فيها نفسك وهواك وشياطين الإنس والجان .. حربٌ  تستلم فيها تارةً لواء الفتوحات فتَنقضَّ بإيمانك على جيوش الأفكار الغازية التي تهدف لهدم عقيدتك والتشكيك في دينك وأخرى تحمل فيها لواء الحراسة فتذودُ بروحك عن حياض الفضيلة كل من يحاول مسّها أوالعبث فيها من ثقافات زائفة وشعارات ساقطة تتسلل إليها في غفلة من الحارس. 

كل هذه التضحية .. وكل هذا القتال من أجل أن نحمي "شرف الأمانة" التي عجزت الجبال عن حملها ،، كل هذا لنصل إلى الصراط ونسلّم على أعتابه (جوهرة الروح) نقيّة صافية قدر الإمكان بعد كل الحروب التي خضّناها من أجل أن نحافظ عليها ..

فالأصل يا صاح أن نرجع إلى الله بأرواحنا المُناضلة ، ونأتِيه بقلوبنا سليمة كما كانت،، الأصل أن نعيد كلَّ شيءٍ كما كان ثم نموت بشرف. 


#دعاء_العواودة 

#القاهرة 












تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع