عابر



صدقيني أيتها الحياة.. 

لم أكن أطمح بأكثر من زورق صغير أُبحِر فيه نحوك ،، فغايتي لم تكن عبورك .. كنت أسعى دوماً للتِّيه في محيطك، لأمارس بشغف مهمة اكتشافك الأبدية.

ولأجل هذا رضيت امتطاء أمواجك المتقلّبة وذلّلت أشرعتي لرياحك طوعا وكرها.. فقبلت أن أُخادع السمك في الماء لأقتات .. وأن أنصب الشِّبَاك لأعيش .. تعلمت كيف أصطاد بالطُّعم لأتلذذ بالطّعم .

شكرا أيتها الحياة .. 

فها أنا ذا قد نضجت واجتزت الكثير من الفصول،، تعلمت كيف أمتطي ظهور الصعاب واحترفت فن التعامل مع ريح التحديات ورياح التغيير عندما كان يتعلق الأمر بشرعية حقوقي وشريعة واجباتي.

شكرا ؛؛ فقد عرفت كيف أُخادع أحلامي السابحة في بحر التمنّي.. احترفت صيدها بشِباك العمل.. كنت أزجُّ لها طُعم المهمّات الصغيرة فتُقرّب لي حيتان الفرص العظيمة.

ها أنا ذا أكبر أيتها الحياة وزورق عبوري لم يكبر.. فما أنا إلا عابر أحمل العِبَر وأُلقي الدروس في قاعك لينهل منها من عَبَر. 


#دعاء_العواودة 

القاهرة 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع