دولاب الحياة وساقية العمر




تعالوا سويّاً ،، لنعيد تعريف " عجلة الحياة " .. ونرتب معاً معادلة أطرافها من منظور جديد ..

فها قد أتينا إلى الدنيا وكل منا يسعى لغرف ما يحتاجه منها،، بنسب معينة من الخبرات المدروسة والتجارب المحسوبة منذ الأزل للمساهمة في تفعيل حالة التطور الداخليه للنفس والروح.

كلٌ منا ما هو إلا  "حالة فريدة " لا تشبه غيرها، نختلف في ( الظروف، والبيئة، في البرامج الفكرية المحملة بأذهاننا، في شكل النظارة التي نرى من خلالها الحياة، نختلف في قوة البريق الخاص بأحلامنا، ودرجة صفاء رؤيتنا للمستقبل).. 

نحن نختلف في كل شيء إلا أننا نتشابه في رغبتنا في التغيير، واللّعب في مستويات التطور .. لذا تجدنا ندفع عجلة حياتنا كلٌ حسب منظومته النفسية والحياتية الخاصة التي شكلتها " ظروفه، وبيئته، وفكرُه، ونظرته، وبريق أحلامه، وصفاء تطلعاته" 

لنعي في النهاية ،، أن عجلة العمر لم تكن مقسّمة بشكل منفصل عن بعضها البعض كقرص البيتزا الذي نتناوله جزءا جزءا .. 

سنكتشف أن عجلة الحياة تلك مترابطة ومتداخلة وكل جزء منها يصب في الجزء الذي يليه .. يهدر بلطف ويتدفق بسلاسة ليحدث صوتا متناغما مع الحياة تماما كما تتناغم نواعير الماء مع حديث الطبيعة. 

لطالما أدركت على مدار الحياة،، أن البحث عن المعلومة ليس بأهمية البحث عن" المعادلة " التي تحكم تلك المعلومة ..

فإن كنت تبحث عن التوازن في عجلة عمرك سيؤدي بك هذا لحل لغز حياتك المضطربة،، ووزن معادلة تعاطيك مع العيش. 

ولتفعّل هذا قم بفرز اهتماماتك وقسّمها بخطوط متقطّعة ومرنه ونافذة بحيث تصب جهود إصلاحاتك من المنطقة التي تعمل بها للمنطقة التي تليها ... ابتعد عن فكرة التقسيم الفولاذية التي تجعلك تشعر وكأن كل منطقة من مناطق أولوياتك منفصلة عن الأخرى ،، تذكر أنك " كُلٌ .. حاضن للأجزاء" .. مهمتك في هذا الشأن أن تكتمل لا أن تجمع أجزاءك المتفرقة وحسب .. 

إن فقهت معادلة الاكتمال ستدرك أن كل منطقة من مناطق إهتمامك تكمّل الأخرى وتصبّ في مصلحتها .. ستعمد لأن تنتقل من منطقة لأخرى عبر منافذ الوعي والحضور .. لتُكسب تقسيمة أولوياتك صفة " النّوعية" .. 

فتحضر أكثر في المناطق القابعة تحت الإنشاء أو التي تحتاج لترميم أو ربما تتطلب منك التنظيف .. سواء في نطاق (العلاقات، أو المال، أو الصحة ...) ستجد نفسك واعٍ بما فيه الكفاية لأولوية الحضور في المنطقة التي تتطلبك. 

خلاصة القول: وما لم تعلمه لنا الندوات ولا الدورات عجلة الحياة لا يتم تعبئتها من الداخل لنحصل على إطار متوازن .. عجلة عمرك يتم العمل عليها من الخارج من المكان الذي تحلّق فيها حاليا .. من هناك ستعرف ماالذي ينقصك لتكتمل، ستدرك أين تحضر وكيف تحضر.. ستتمكن من تحديد المنافذ التي ستتدفق منها للمنطقة الحياتية التي تليها لتصبّ فيها خلاصة تجربتك. 

في النهاية ،، لا نريد للعجلة أن تتحرك وحسب بل نطمح لأن تتدفق بسلاسة وتناغم ،، لتكتمل أنت بأجزائك المترابطة فتغدو قائداً متّزنا وعابراً لحدود التقسيم الكمّي لأجزاء دائرتك القيادية. 

في الحقيقة .. حياتك ثابته كدولاب السّاقية وأنت من يتحرك خلالها "بأفكارك بإنجازاتك بتطلعاتك ".. تتدفق بين أجزائها بسلاسة وهذا ما يجعلك تتطور بشكل متزن بين منطقة وأخرى من مناطق اهتماماتك ..بل ويعطيك فرصة أكبر لتعبّر أكثر عن " أقصى إمكاناتك" ،، فترى إنجازاتك وهي تنهض وتزدهر على ضفاف عمرك الهادر. 


#دعاء_العواودة 

#القاهرة 










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع