فقه الظل والنور




الظل والنور مادّتا الرؤيا في هذا الكون الفسيح ؛؛
لولاهما لما فقهنا جمال الأشياء ..
ولما استطاعت الكائنات التعبير عن حجمها ومكنونها وعمق تأثيرها فوق الأسطح وبين المسامات وفي مدى المسافات ..

ما أبهى خُدع الطبيعة الساحرة ؛؛
حين تخلق لأبصارنا مشاهد فاتنة تتمايز فيها الهضاب والسهول ،، الجبال والوديان .. الرمال والكثبان ..
في أجمل لوحة كونية تتجلى فيها عظمة الخالق ؛؛ وتغار منها ريشة الفنان ..

فن التنوير والتظليل ..
ليس حكرا على الطبيعة ؛؛
هذا الفن الراقي يمكن لنا أن نتبناه نحن البشر أيضا لإبراز جمالنا المختبيء بين ثنايا الروح وفي خلجات النفس وبين طيات السلوك ..

من هنا ؛؛
تبدأ الحكاية ..
حكايتنا مع النجاح والاخفاق ؛؛
مع التأني والاندفاع ..
مع الموت والحياة ..
 الحزن والفرح ..
وأخيرا ؛؛
حكايتنا مع الألم والأمل

لا تلعنوا الظلام ؛؛
هكذا علمنا الأجداد ..
وكأنهم أرادوا إخبارنا أنه لولا العتمة لما عرفنا النور ..
ولولا الظلم لما بحثنا عن دروب العدل ..

هكذا هي الحياة ؛؛
تكتمل بالمتناقضات ..
وتستوي بطرقها المتعرجة ؛؛

في الصباح ؛؛
نرتطم بضوء الشمس الصريح ..
وفي المساء ؛؛
يغزل انعكاس الشمس على جبين القمر أجمل القصائد ..
فتنجب لنا السماء بدراً ..

هذه هي الحياة ؛؛
ظل ونور وانعكاس ..
تعتم الأرواح تارةً ؛؛ وتضيء تارة أخرى
يعبس النجاح ..
فتضحك لنا المزيد من الفرص ..

هناك ؛؛
بين الظل والنور تترتب القيم ..
قيم الخوف والرجاء والصبر والإيمان ..
في تلك المنطقة الرمادية ؛
( يحدث الإختبار )
وتنعكس الصورة ..



بقلم ..
دعاء العواودة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع