عقلية القائد

كيف تصنع الجيوش ؟؟
وكيف تبنى استراتيجياتها ؟؟

قد يبدو السؤال كبيرا وفضفاضا رغم أن إجابته محددة وحاضره بديهيا في عُرف المفهوم الاستراتيجي وهي ..
أن صناعة الجيوش وبناء استراتيجياتها تتم من خلال ..
" *عقلية القائد* " وطريقة تفكيره التي تسعى لاستشراف المستقبل وامتلاك الأدوات المعينة على صناعة التحوّلات المستقبلية ..

إنها إذاً ؛؛
" *عقلية المخطط* " التي تقود الجيوش  وتساهم في رسم سيناريوهات الواقع بشكل بارع وغير ملموس.
حريّ بنا أن نطلق على من يملك بيده سدّة اتخاذ القرار .. وينشط في دفع عجلة الحضارة للأمام انه يملك عقلية
" المفكّر الاستراتيجي " ..

حينها لن يكون مهما شكل الجيش ومدى قوته ما دام يقودهم " قائد " يتمتع بهذا الذكاء الاستراتيجي الذي سيكون بمثابة رأس الحربة في مواجهة كل التحديات القادمة ،،

قائدٌ يستشرف مستقبله ويدرك امكانات جنوده وموارده ويعرف كيف يوظفها ويستفيد منها حتى وإن بدى الجيش ضعيفاً ..
خير من قائد يفقد البصيرة ويعمى عن امكانات جنوده ويخفق في توظيف الملكات العقلية والقدرات الخاصة فيقع فريسة " *ردة الفعل الغريزية* " ..
ليفقد بذلك ميزته الكبرى في التعامل مع التحولات المستقبلية القادمة .

هذا يا سادة ؛؛
ما يفعله تماما فريق من *قطيع الأبقار* في مواجهة فريق من *قطيع الذئاب* ..
كلاهما فريقين ..
لكنهما لا يملكان نفس العقلية ولا نفس الاستراتيجية ؛؛
فلو جئنا لمقارنة القوة لوجدنا أن بقرة واحدة تزن حجم أربعة ذئاب ويزيد .. وتملك من الطاقة ما يفوق قوة كل ذئب على حده ..

لكن ما يحدث ليس كما نتخيله !!
انظروا للمشهد التالي ؛؛
يخطط فريق صغير من الذئاب لمواجهة قطيع كبير من الأبقار الوحشية القوية ..
ما تفعله الذئاب الذكية ذات الفكر الاستراتيجي الحاذق انها تتقدم نحو هذا القطيع بخطوات حذره لتثير فيهم الذعر فتلوذ هذه الأبقار القوية بالفرار ..
هنا تظهر استراتيجية الذئاب التي تقوم على مبدأ " العزل " وإبعاد بقرة واحدة عن القطيع والاستفراد بها والتعاون على اصطيادها ..
لتنجح هذه الذئاب التي تعمل كفريق له خطة وهدف واضح تتواصل فيما بينها وتنسق جهودها من أجل تحقيقه .
بينما قطيع الأبقار الوحشية القوية تفتقر لهذه العقلية وهذه الاستراتيجية في التعامل مع الموقف .. مع انها فريق لكنها لا تتعاون فيما بينها وليس لها هدف واضح في صد الهجوم وابعاد الخصم والتغلب عليه .. لتقع في الغالب فريسة
" لردّ الفعل الغريزي " .. فتخسر في كل مرة فردا أو أكثر من أفراد القطيع ؛؛

في الحقيقة ..
لم تستفد هذه الأبقار من قوتها البدنية ولا من كثرتها العددية ولا من خبراتها التاريخية في درء التحديات المتربصة بها على طول الطريق بل استسلمت لرد الفعل العفوي الغير مخطط وغير المنظم ..

من هنا ؛؛
نعلم أهمية القائد في مد يد العون لفريقه عن طريق تحويل الخبرات البشرية وحقل التجارب العملية إلى علوم يستقي منها دروس الحكمة .

وأخيرا ؛؛
نستطيع القول أن جيشاً من أرانب يقوده أسد ذو عقلية وفكر استراتيجي ..
خيرٌ من جيش من الأسود يقوده أرنب يفتقر لهذه الملَكة الثمينة .



بقلم :
دعاء العواودة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع