نظرية " الاقتلاع قبل الاقتناع "


كتبت / دعاء العواودة


نظرية ..
           ( *الإقتلاع قبل الإقتناع* )

هاهي نسائم الخير تداعب ستائر شوقنا المرخى على نوافذ قلوبنا ؛؛
طرق محبب يوقظ لهفتنا لإحياء الليالي ،، لسكب الماء الطهور على الجوارح في شفق الفجر طلبا للمعالي ..

تتوق أسماعنا لتراتيل المآذن ؛ لصدح المحاريب في دجى الليل والكون ساكن.

شهر الرحمة والخير والتغيير ؛؛
شهر الزرع والعتاد ؛؛ شهر الفرص والمدد .

يتطلب منا لفته ذكية " قلبية وروحيه "

المعني في هذا الشهر هو ؛؛
                 ( *قلبك* )

فاجتهد في حراثته وتقليبه وتمسيده لإستقبال موسم الحصاد 🌾..
فكلنا نطمح لأن نرتقي ونصعد ونتزكى ونتطهر ؛؛
نتشبث بأعمال الخير ونفع الغير ؛ نتصيد الفرص على أمل أن نحتفظ بها في جيوب حظنا للأبد ولكن سرعان ما تتملص تلك الفرص من بين أيدينا .

لنتساءل أين ياترى يكمن الخلل ؛ وأين تقبع تلك الهوة التي تتساقط فيها نوايانا في التغيير ؟

اسمحوا لي أن أحدثكم ..
عن تلك *البقعة السوداء* التي تلتهم حماسنا وشمس بداياتنا المشرقة وشغفنا المتقد ..
وتحيله إلى قاع صفصف .. ككوكب بعيد متجمد ومعتم .

*المخلفات*
هكذا أحب أن أسميها ؛؛
تتناثر هنا وهناك على سطح عقلك وتصل إلى آبار قلبك الجوفية لتلوثها أيضا دون هوادة ..

لا زلت أؤمن بأن الأفكار السلبية التي تأتي على هيئة مخلفات تدمر موارد الخير ومصادر الطاقة فينا .
وأن أمر إزالتها من الجذور باتت مطلبا ملحا ومهما لنتنفس صعداء نجاحنا وتقدمنا في جو نظيف وصحي .
الأوهام لا تتسبب في تلويث خيالنا فحسب بل في خنق واقعنا أيضا لذلك كانت تلك المخلفات من أبرز أسباب تأخرنا صحيا ومعرفيا وعلميا ودينيا حتى .

*تغيير الأفكار التالفة* بالمقام الأول وقبل كل شيء هو لب استراتيجية *الإقتلاع* وهو بمثابة نزع العشب الضار من بستان الفكر .

وعملية *الاقتلاع* عملية سهلة فكريا ولكنها على الصعيد العملي والسلوكي تحتاج إلى جهد ومثابرة ونفس مؤمنة بجذوة التغيير .

فلا يكفي إطلاقا الإيمان بالفكرة الصالحة إذا لم نعمل من أجل تثبيتها وغرسها بالعمل الجاد .

ولأجل غرسها لا بد أن نقتلع الفكرة الفاسدة من الجذور ونمهد الأرض جيدا لاستقبال الزرعة الصالحة الجديدة .

إذا فشلنا في هذه المرحلة فنكون قد أسسنا *لهوة سوداء وعميقة* تبتلع نوايانا في الإصلاح وتحولها إلى أمنيات قديمة ومتجمدة.

سأضرب مثالا حيا ..
*وعي المدخن بمضار التدخين لا يثنيه بالضرورة عن الإقلاع عنه*

الإيمان بالفكرة لا يكفي للإقلاع عن العادة السيئة المقترفة.

ببساطة ؛؛
" الإيمان والعمل " وجهان لعملة واحدة ومن دون تلك العملة تظهر الفاقة والنفاق

وبذلك نصل معا ..
إلى أن نبدأ أولا *باقتلاع* الفكرة السلبية من بطن الوعي ويتطلب ذلك الإيمان بفسادها وأهمية نزعها ثم العمل والتقويم بالسلوك واستئصالها من الجذور ..
ثانيا .. يأتي الإيمان *والإقتناع* بالفكرة الجديدة الصائبة والصالحة وأمر غرسها وإعتناقها لن يأخذ منا الكثير من الجهد .

*من الفطنة* ؛؛
أن تقتلع الفكرة الضارة قبل أن تقتنع بالفكرة النافعة لتعانق التغيير عناقا طويلا لا انفكاك عنه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع