ادرس جغرافيتك ثم اصنع تاريخك

لابد أن *تدرس الجغرافيا* ..
كي تصنع التاريخ .


✍دعاء العواودة


لن تستطيع بناء " علامتك التاريخية " ..
بدون تحليل ودراسة ..
*البيئة التنافسية الجغرافية*


يقول علماء الإدارة ..
أن التحليل ؛؛ يأتي قبل التخطيط والبناء .

دائما ..
ما تبدأ صناعة *الأمجاد* والمكانة والتاريخ ..
بالبحث عن *مكان جغرافي* يليق به احتضان ذلك المجد ..

لذلك ..
أول شيء يبحث عنه الانسان الطموح هو
" *المكان* " ..
على هيئة وظيفة ؛ منصب .. حصة سوقية ..الخ

إنه " *الموقع* " .. أو الأرض
التي لولاها لما قامت الحروب وجهزت الجيوش ..

فلو نظرنا ..
لأي منافس يريد دخول السوق ،،
فإن أول شيء سيقوم بعمله هو " تحليل السوق " والتنبؤ بالمناخ وطبيعة الأجواء والتوجهات السوقية ثم يأتي بعدها التخطيط

هناك ..
*استراتيجية نجاح* يمكن أن يستخدمها القادة والمدراء من خلال مواقعهم الحالية في بيئتهم التنافسية تسمى ..
" الفوز بدون صراع " ؛
تتبنى استخدام وتوظيف موقعهم الفريد داخل البيئة التنافسية لتحقيق النجاح والكشف عن الفرص .

ملخص هذه الاستراتيجية :
أن النجاح لا يكون من نصيب الطرف الأقوى والأشرس بل من نصيب الطرف الذي يتمتع *بوعي أفضل للموقف والخيارات المتاحة*

تحليل الموقف التنافسي اولا ..
وبشكل عملي ،
يأتي بعد " التخطيط الذهني " ونمو الفكرة عقليا

إذ لا يمكننا ..
أن نفترض أي افتراضات بدون إجراء *تحليل دقيق* 👌🏻

التحليل أولا
التحليل :  ليس عملية معقدة أو مطولة ..
بل هو دراسة سريعة لأهم العناصر المكونه للبيئة التنافسية وتشمل تلك العناصر :

1.  *الفكرة الفريدة* التي تدور حولها الوحدة التنافسية ويطلق عليها في عالم الأعمال ( هدف الشركة ومهمتها )

2. *توقيت المنافسة*
وتعنى بدراسة وتحليل الاتجاهات والتغيرات المستمرة بالسوق

3. *اختيار الموقع*
التميز في اختيار الموقع الذي سيقع فيها الصراع التنافسي .وفي عالم الأعمال يسمى الموقع  " السوق " اختيارك للمكان والموقع التنافسي المناسب هو ما سيبنى عليه تاريخك القادم.

4. *الوسائل*
وتعنى بتقنيات المؤسسة وهي التي تمد القيادة بالقوة .

5. *القيادة*
أهم ما يميز القائد قدرته على اتخاذ القرارت
لذا لا بد على القائد أن يكون قادرا على اتقان استراتيجية المنافسة ليستطيع اتخاذ القرارات بسرعة وذكاء

وهذا كله يمكن أن يتغير بتغير المواقف الديناميكية للبيئة التنافسية

لذلك ..
التحليل يكون سريعا لا يكون مطولا او معقدا

" التعقيد والتطويل اختصاص مرحلة *التخطيط* والبناء "

السؤال الذي يطرح نفسه ،،
يا ترى متى تنخفض قيمة موقعك الجغرافي ؟؟

هناك أمرين مهمين  يؤثر عليك كقائد ويؤثر على موقعك التنافسي عاملين خطيرين جدا ..

أولا عليك أن تعلم .. أن العناصر الخمسة
التي ذكرناها سابقا ،، لا قيمة لها إذا ..*لم تقارنها* بمواقع ومراكز الآخرين ؛ جوهر المنافسة هو *المقارنة* .. إذ لا يوجد منصب او مركز  جيد بالمطلق.

لذا فإن أخطر ..
ما في المواقع والمناصب أنها تتغير

من أجل ذلك ؛؛
يجب أن تتنبه أيها القائد لأمرين :

1. كلما تغيرت مراكز الآخرين كلما تغيرت *القوة النسبية* لمركزك.

2. عنصر *الزمن*
مخيف وخطير إحذر أن تتقادم ..
إلحق الزمن بكل قوتك


ولأن مراكز الآخرين تتغير فهذا يعني بالضرورة أن مركزك أيضا يتغير سواء للأمام أو للخلف .. زيادة الفارق والحفاظ على مسافة الأمان ؛؛ من اختصاص علم المسافات في صراع السوق ؛ إنه بحد ذاته استراتيجية فعالة للبقاء في مقدمة الركب.

نجد ذلك جليا في استراتيجية المحيط الأزرق ..
التي تجعلك تتحرر من قيود المنافسة ؛؛
والتي بدورها تجعلك تتحول من فكرة *المنافسة* لحد ذاتها ؛؛
الى خلق " مساحة أكبر لك في السوق "وبالتالي ابعاد المنافسين عنك مسافات .

وهذا ما توفره لك *قيمة الابتكار* أو
ابتكار القيمة .. تلك الركيزة الأساسية التي قامت عليها استراتيجية المحيطات الزرقاء.

لذلك ..
تلاحظ أن الشركات التي تتحرر من قيود المنافسة لا تهتم كثيرا بالتساوي مع المنافسين او التفوق عليهم أو تنشغل باحتلال افضل وضع تنافسي ..فلم يكن هدفها الأساسي التفوق على أداء المنافسين ..
بل كان هدفها ؛؛
*تقديم طفرة كمية في القيمة* والذي يجعلها تبتعد بفارق كبييير عن المنافسين ..

بهذه الطريقة ..
تعتبر استراتيجية المحيط الأزرق ،،
هي الاستراتيجية المعقولة بين التناقض الاستراتيجي الذي تعيشه الشركات التقليدية ؛
والتي كلما زاد تركيزها على *مواجهة المنافس* والتوق لمباراة مميزاته والتفوق عليه ..
زاد ميلهم لأن *يشبهوا منافسيهم*

المحيط الأزرق باستراتيجيته ..
يدعوك لأمر غاية بالأهمية ؛؛
" *توقف عن البحث عن المنافسة بل قدّم وقيّم الابتكار ودع منافسيك يقلقوا بشأنك* "



بقلم ..
المدربة والكاتبة
دعاء ابراهيم العواودة
مستشارة تطوير قيادات وتمكين قدرات
twitter: @doua7777