فن الإقناع / الجزء الثالث
قراءة تأملية في " فن الإقناع "
للمدربة والكاتبة : دعاء العواودة
" الأداة الخامسة " ..
5. سحر *الكلمات البسيطة* :
( لأنّ .. وأنت ) كلمات بسيطة لكن لها تأثير فعال جدا .
في إحدى الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع وجد الباحثون ان هناك بعض الكلمات البسيطة يمكنها أن تؤثر على الناس بشكل كبير ويمكنها أن تحدد طريقة استجابتهم للمواقف والأحداث .
في إحدى التجارب قامت بها باحثة حيث عمدت للاقتراب من آلة تصوير يقف أمامها صف طويل من الطلاب طلبت منهم الحصول على دورهم في الصف ثلاث مرات متفرقة وفي كل مرة كانت تغيّر من طريقة طلبها وتستخدم كلمات مختلفة ..
وكانت النتائج كالآتي :
👇👇👇
1. في المرة الأولى قالت الباحثة للطلاب :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فهل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير " لأني " على عجالة من أمري ؟ "
النتيجة : 94% من الطلاب استجابوا للطلب
2. في المرة الثانية قالت لهم :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير ؟؟ "
النتيجة : 60% من الطلاب استجابوا للطلب
3. في المرة الثالثة قالت لهم :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فهل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير" لأني " بحاجة لطباعة بعض النسخ.
النتيجة : 93% من الطلاب وافقوا على طلبها.
الكلمة التي كان لها تأثير السحر في قبول الطلاب هي كلمة " لأني " ..
حتى عندما بررت طلبها وقدمت سببا بسيطا وهو مجرد الحصول على بعض النسخ كانت الاستجابة سريعة من الطلاب ويرجع السبب الى 👇
كلمة " لأن " .. التي تؤثر تأثيرا قويا على نفوس المستمعين فهي تهيء العقل وتجعله مستعدا لتلقي السبب .
حتى لو لم يكن السبب منطقيا ومبررا فإنه سيظل سببا رغم كل شيء .
أيضا من الكلمات المؤثرة كلمة ..
" أنت " ؛؛
التي تؤثر تأثيرا كبيرا في نفوس الآخرين وسيقدرها الآخرون لك عندما تستخدمها معهم .
فعندما تستخدم كلمة " أنت " بدلا من كلمة
" الناس " ذات المدلول عام ..
كلمة " أنت " تزيد من شعور المستمتع بهويته وسيزيد من انتباهه لما تقول .
من الكلمات الخطيرة ..
التي يجب أن تبتعد عنها قدر الإمكان أثناء عملية الإقناع هي كلمة " ولكن " ..
تلك الكلمة تضعف اسلوب الاقناع ؛ لأنها تنفي كل ما قيل قبلها .
مثلا ..
كلنا يعلم تلك الردود الباهتة عندما يسأل أحد :
-هل تحبني ؟؟ فيكون الجواب المعهود 👇
- نعم أحبك ؛؛ ولكن ......
هذه الكلمة تعيق عملية الاقناع لذا ابتعد عنها قدر الإمكان واستخدم عوضا عنها حرف " و " ..
فمثلا ..
- هل تحبني ؟؟
- نعم ؛؛ " و " سأحبك أكثر في حال تغيرتي للأفضل مثلا ..
هذه صيغة اثبات وتأكيد تجعل الآخر يشعر بالإيجابية والولاء وسيسهل عليك حينها اقناع الآخرين .
إليك ..
بعض الوصايا والنصائح التي تساعدك على التحدث بلغة سهلة وواضحة ومقنعة طيلة الوقت :
1. استخدام اسلوب الجمع في الطلب ؛؛
مثلا عندما تريد من الآخر مساعدتك مثل ..
* هيا بنا .. أو * دعنا
( دعنا نتحقق من هذا الأمر )
(هيا بنا ننجز أعمالنا الليلة )
رغم أن الطلب موجه للآخر إلا أن الحديث بصيغة الجمع تزيد من احساس الطرف الآخر بالترابط وتقلل حدة شعورة بالوحدة وتقلل من موقفه الدفاعي .
2. حاول أن لا تستخدم مصطلحات فنية معقدة إلا إذا كنت متأكد أن مستمعيك يفهمون تماما ما تقول .
حاول أيضا أن تبتعد عن استخدام الكلمات والمصطلحات العامية التي لا يفهمها الجمهور بالذات اذا كان من أكثر من بلد وثقافاتهم مختلفه.
3. تحدث بلغتك البسيطة دون تكلّف .
4. استخدم الجمل القصيرة قدر المستطاع عندما تريد عرض فكرتك ؛؛ بحيث لا تستعرض أكثر من فكرة بالجملة الواحدة .إلا اذا كنت مستغرق بوصف شيء ما .
5. استخدم الكلمات الجاذبة ؛؛
لتسترعي انتباه الآخرين مثلا كلمة " نحن ؛ أنتم " أو " أنا ؛ أنت " بالذات عندما يتم الحديث عن تجربة شخصية .
6. ابتعد قدر الامكان عن الثرثرة والاطالة والكلمات المنمقة والرنانة .
7. استخدام الأفعال الحركية :
لتزيد من احساس الطرف الآخر بالحركة والتحفيز ؛ وهذا سيجعل كلامك أكثر اقناعا لأن أفعال الحركة تثير المشاعر وتحركها .. عن وعي ودون وعي .
كما قلنا ..
من أساسيات استخدام اللغة في الاقناع أداتين :
1. أداة انتقاء الكلمات
2. أداة الأساليب الصوتية
ذكرنا بالتفصيل أداة انتقاء الكلمات والآن سأتحدث عن أداة الأساليب الصوتية :
1. التشديد على كلمة معينة أو مقطع
2. طبقة الصوت
3. الحشو والإطناب
4. معدل السرعة الكلامية
5. طريقة النطق
6. السكتات والوقفات
7. مستوى الصوت
الطريقة التي نلفظ بها الكلمات لا تقل أهمية عن انتقاء الكلمات المناسبة فأصواتنا أدوات فعالة للغاية يمكننا من خلالها جذب انتباه الآخرين والاستحواذ على انتباههم او تشتيتهم وابعاد انتباههم .
الصوت يعد ترسانة كاملة تضم أساليب الاقناع جميعها ؛؛ بإمكانك ان تنقل " خمسة معاني مختلفة " للجملة الواحدة طبقا لنبرة ومستوى الصوت ..
على سبيل المثال :
ممكن أن تقول " شكرا لك " بتهكم أو حب أو كُره أو غضب أو خفة ظل ؛ فقط بتغيير نبرة ومقام الصوت.
** في دراسة قام بها أحد الباحثين أجراها على على عدد من القضاة تبين فيها أن القضاة يعبّرون عن تحيزهم وموافقتهم " بنبرة صوتهم " .
وُجد أن احتمال قيام هيئة المحلفين بإدانة المدعي عليه بالتهم المنسوبه إليه تتضاعف عندما يعرف القضاة أن للمدعى عليه سجلا اجراميا.
تجدر الاشارة هنا انه يمكنك تغيير معدل سرعة كلامك ويمكنك التحكم بالحشو والاطناب ومدى علو صوتك ودرجة نبرتك وحدتها والوقفات القصيرة اثناء الكلام .. كل هذا يدرج تحت قوة الصوت يمكنك أن تحافظ على استماع الآخرين لما تقول بتركيز تام وحيوية كاملة .
يعتبر الصوت " كالعلامة التجارية " المميزة لك أو كالبطاقة الشخصية لأنه يعكس الطاقة والثقة والاقتناع .
لذا كثيرا ما نحكم على الآخرين من نبرة صوتهم !
فندرك أن الشخص هاديء او غاضب او متعب أو حيوي من صوته !
يستفيد الأشخاص البارعون في فن " الاقناع " من الأساليب الصوتية المتنوعة كافة ؛ وينوعون في نبراتهم وسرعة كلامهم .
في الاقناع تحتاج ان يكون صوتك واضحا ومشوقا ومريحا لتزيد من فرصة اقناعك للآخرين .
لنتعرف الآن على الأساليب الصوتية الداعمة لعملية الإقناع .
أدوات الأساليب الصوتية :
1. التشديد على كلمات معيّنة :
في كل مرة يتغير فيها مكان التشديد يتغير معنى الجملة كليا ؛ ان التشديد على كلمة بعينها يجذب انتباه المستمع نحو فكرتك الأساسية ومن ثم يمكنك ان توضح النقاط والقضايا المهمة في عرضك التقديمي وأن تؤكد عليها بالتشديد على كلمات معينة بالمواضع المناسبة .
2. تغيير سرعة الكلام :
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون بشكل أسرع وبصوت أعلى وبلباقة أكثر وينوعون من تردد أصواتهم وشدته يتمتعون بقوة كبيرة في الاقناع من غيرهم .
لذا ..
نجد الخطب التي تلقى بسرعة تكون أكثر اقناعا من تلك الخطب التي تلقى ببطء واعتدال .
يرجع السبب في ذلك إلى أن الناس يعتقدون ان الشخص الذي يتكلم بسرعة أكثر كفاءة ومعرفة وعلما من غيرهم ؛ ايضا التحدث بشكل سريع لا يعطي فرصة للآخرين لمجادلتك .
فمعدل السرعة يلعب دورا كبيرا في الاستخواذ على انتباه الآخرين لفترة أطول بحيث لا نسمح لهم أن ينشغلوا بالتفكير في اشياء أخرى اثناء حديثنا معهم .
تقول الدراسات نحن نميل أكثر للأشخاص الذين يتحدثون بسرعة نشعر انهم أكثر امتاعا واقناعا .
(الدكتور ابراهيم الفقي ) رحمه الله خير مثال
معظمنا يتحدث بمعدل يتراوح بين 120_180 كلمة بالدقيقة ، مع ذلك ليس هناك معدل مثالي لسرعة الكلام فالأشخاص المحترفون بالاقناع سيبدلون سرعة حديثهم حسب متطلبات الموقف كي لا يصاب الآخرون بالملل يعني في موقف معين سيزيدون من سرعة كلامهم لجذب انتباه المستمع وجعله في حالة وعي ويقظة ؛ وتارة سيخففون من سرعة كلامهم لإشاعة جو من الترقب والانتظار إنه فن يحتاج لممارسة وتدرب ويمكن اكتسابه .
تحدث بشكل معتدل أغلب الوقت وزد من سرعة حديثك عندما تريد أن تشعر الآخرين بالحيوية والنشاط والإثارة وخفف من السرعة عندما تريد أن تبدو مهتما او عندما تريد ان تظهر أنك منهمك بالتفكير والاستنتاج او عندما تريد قول شيء مهم أو جدّي .
3. الحشو والإطناب :
الحشو غير الضروري يقلل من مصداقية وقوة عرضك كما أنه يضايق الآخرين أثناء التحاور معهم ..
ستندهش كثيرا عندما تسجل لنفسك كل الكلمات التي تستخدمها للحشو في فترات السكون التي تتخلل الحديث .
من الحشو المستخدم أثناء الكلام " الهمهمة " مثل " آه " و " أها " و " أممم " ولبعض الأشخاص طريقتهم الخاصة في ملأ فترات السكون التي تتخلل الحديث .
النجاح في الاقناع يتطلب منك أن تتخلص من " اللزمة " التي ترافقك اثناء الحديث وتخفف منها .
هناك من يظل يردد كلمة " حسنا " في نهاية كل جملة كما لو كان يتأكد من فهم المستمع له .
هذا يعتبر من الحشو الذي يضعف القدرة على الاقناع .
3. التنويع في طبقات الصوت :
الطبقة تعني العلو والانخفاض ؛ ويذكر أن طبقة الصوت المنخفضة أفضل من العالية ففي معظم الثقافات تعكس الطبقة المنخفضة بصفة عامة " السلطة والقوة " لكلا الجنسين .
بالإضافة إلى أن معظم الناس يصدقون " الصوت العميق " أكثر ويعتبرونه دليلا على الصدق والاخلاص .
بناءا على ذلك يتدرب المتحدثون المحترفون على خفض طبقة صوتهم لإحداث الأثر المطلوب ..
ومن الأشياء المعينة على ذلك شرب كوب من الشاي الدافيء قبل الكلام لخفض طبقة الصوت .
التنويع في طبقات الصوت أمر صعب لكنه غاية في الأهمية ويمكن التدرب عليه لجعل المستمعين منتبهين معك طيلة الوقت ويرجع السر في ذلك لسببين رئيسيين :
السبب الأول : أن التنويع في طبقة الصوت يمنع صوتك من أن يصبح رديئا
السبب الثاني : أن هذا التنويع يساعد في التشديد على بعض الكلمات المحددة
4. طريقة النطق :
النطق الواضح والصريح للكلمات يعطي خطابك قوة ويجعل حديثك أكثر إقناعا ؛ وذلك سيعكس مدى جدارتك وكفاءتك .
مثلا المحامون والمدربون والخطباء وغيرهم من أصحاب المهن التي تعتمد على الكلام فإنها تحتاج لوضوح تام في النطق ومخارج الحروف يحتاجون للتدريب على ذلك لضمان استمراريتهم ونجاحهم في أعمالهم .
طريقة النطق ووضوحها لها فوائد فهي تعكس خبرتك وجدارتك ومصداقيتك وتجعل من السهل على الآخرين متابعة ما تقول .
5. فترات التوقف والسكتات الكلامية :
تعامل مع الوقفات التي تتخلل أي محادثة بحرص شديد وكأنك تتعامل مع معدن نفيس .
اختر الوقت المناسب للتوقف عن الكلام ؛ فهذا سيجذب انتباه المستمعين لعرضك التقديمي وسيمنحم فرصة للتحليل والتفكير .
بالإضافة إلى أن هذه الوقفات ستمنحك الإتزان والثقة أثناء حديثك ؛ وستساعدك على إلقاء الضوء على النقاط المهمة في رسالتك .
تجدر الإشارة هنا إلى أن " الوقفة المخطط لها " تأتي مباشرة قبل النقطة التي نريد التأكيد عليها.
ومن الأخطاء الشائعة أن تكون الوقفة قصيرة بحيث لا يشعر المستمع بها ؛ يجب أن تكون الوقفة طويلة بما يكفي لإشعار المستمع بها وليشعر بأن هناك شيئا مهما على وشك الحدوث .
هذه الإستراتيجية تتناسب مع استراتيجية تنويع طبقات الصوت فاحرص على أن ترفع طبقة صوتك عند التوقف عن الكلام ؛؛ لأن هذا سيعمل على إشاعة جو من الترقب والتشويق ..
فانخفاض طبقة الصوت في هذا التوقيت سيجعل الوقفة تفقد تأثيرها وسيجعل هناك شعورا من الانصراف عن المتحدث عوضا عن الانتباه له في جو من التشويق والترقب لما سيقول .
للمدربة والكاتبة : دعاء العواودة
" الأداة الخامسة " ..
5. سحر *الكلمات البسيطة* :
( لأنّ .. وأنت ) كلمات بسيطة لكن لها تأثير فعال جدا .
في إحدى الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع وجد الباحثون ان هناك بعض الكلمات البسيطة يمكنها أن تؤثر على الناس بشكل كبير ويمكنها أن تحدد طريقة استجابتهم للمواقف والأحداث .
في إحدى التجارب قامت بها باحثة حيث عمدت للاقتراب من آلة تصوير يقف أمامها صف طويل من الطلاب طلبت منهم الحصول على دورهم في الصف ثلاث مرات متفرقة وفي كل مرة كانت تغيّر من طريقة طلبها وتستخدم كلمات مختلفة ..
وكانت النتائج كالآتي :
👇👇👇
1. في المرة الأولى قالت الباحثة للطلاب :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فهل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير " لأني " على عجالة من أمري ؟ "
النتيجة : 94% من الطلاب استجابوا للطلب
2. في المرة الثانية قالت لهم :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير ؟؟ "
النتيجة : 60% من الطلاب استجابوا للطلب
3. في المرة الثالثة قالت لهم :
" من فضلكم ؛ أنا لدي خمس ورقات فقط فهل يمكنني أن أستخدم ماكينة التصوير" لأني " بحاجة لطباعة بعض النسخ.
النتيجة : 93% من الطلاب وافقوا على طلبها.
الكلمة التي كان لها تأثير السحر في قبول الطلاب هي كلمة " لأني " ..
حتى عندما بررت طلبها وقدمت سببا بسيطا وهو مجرد الحصول على بعض النسخ كانت الاستجابة سريعة من الطلاب ويرجع السبب الى 👇
كلمة " لأن " .. التي تؤثر تأثيرا قويا على نفوس المستمعين فهي تهيء العقل وتجعله مستعدا لتلقي السبب .
حتى لو لم يكن السبب منطقيا ومبررا فإنه سيظل سببا رغم كل شيء .
أيضا من الكلمات المؤثرة كلمة ..
" أنت " ؛؛
التي تؤثر تأثيرا كبيرا في نفوس الآخرين وسيقدرها الآخرون لك عندما تستخدمها معهم .
فعندما تستخدم كلمة " أنت " بدلا من كلمة
" الناس " ذات المدلول عام ..
كلمة " أنت " تزيد من شعور المستمتع بهويته وسيزيد من انتباهه لما تقول .
من الكلمات الخطيرة ..
التي يجب أن تبتعد عنها قدر الإمكان أثناء عملية الإقناع هي كلمة " ولكن " ..
تلك الكلمة تضعف اسلوب الاقناع ؛ لأنها تنفي كل ما قيل قبلها .
مثلا ..
كلنا يعلم تلك الردود الباهتة عندما يسأل أحد :
-هل تحبني ؟؟ فيكون الجواب المعهود 👇
- نعم أحبك ؛؛ ولكن ......
هذه الكلمة تعيق عملية الاقناع لذا ابتعد عنها قدر الإمكان واستخدم عوضا عنها حرف " و " ..
فمثلا ..
- هل تحبني ؟؟
- نعم ؛؛ " و " سأحبك أكثر في حال تغيرتي للأفضل مثلا ..
هذه صيغة اثبات وتأكيد تجعل الآخر يشعر بالإيجابية والولاء وسيسهل عليك حينها اقناع الآخرين .
إليك ..
بعض الوصايا والنصائح التي تساعدك على التحدث بلغة سهلة وواضحة ومقنعة طيلة الوقت :
1. استخدام اسلوب الجمع في الطلب ؛؛
مثلا عندما تريد من الآخر مساعدتك مثل ..
* هيا بنا .. أو * دعنا
( دعنا نتحقق من هذا الأمر )
(هيا بنا ننجز أعمالنا الليلة )
رغم أن الطلب موجه للآخر إلا أن الحديث بصيغة الجمع تزيد من احساس الطرف الآخر بالترابط وتقلل حدة شعورة بالوحدة وتقلل من موقفه الدفاعي .
2. حاول أن لا تستخدم مصطلحات فنية معقدة إلا إذا كنت متأكد أن مستمعيك يفهمون تماما ما تقول .
حاول أيضا أن تبتعد عن استخدام الكلمات والمصطلحات العامية التي لا يفهمها الجمهور بالذات اذا كان من أكثر من بلد وثقافاتهم مختلفه.
3. تحدث بلغتك البسيطة دون تكلّف .
4. استخدم الجمل القصيرة قدر المستطاع عندما تريد عرض فكرتك ؛؛ بحيث لا تستعرض أكثر من فكرة بالجملة الواحدة .إلا اذا كنت مستغرق بوصف شيء ما .
5. استخدم الكلمات الجاذبة ؛؛
لتسترعي انتباه الآخرين مثلا كلمة " نحن ؛ أنتم " أو " أنا ؛ أنت " بالذات عندما يتم الحديث عن تجربة شخصية .
6. ابتعد قدر الامكان عن الثرثرة والاطالة والكلمات المنمقة والرنانة .
7. استخدام الأفعال الحركية :
لتزيد من احساس الطرف الآخر بالحركة والتحفيز ؛ وهذا سيجعل كلامك أكثر اقناعا لأن أفعال الحركة تثير المشاعر وتحركها .. عن وعي ودون وعي .
كما قلنا ..
من أساسيات استخدام اللغة في الاقناع أداتين :
1. أداة انتقاء الكلمات
2. أداة الأساليب الصوتية
ذكرنا بالتفصيل أداة انتقاء الكلمات والآن سأتحدث عن أداة الأساليب الصوتية :
1. التشديد على كلمة معينة أو مقطع
2. طبقة الصوت
3. الحشو والإطناب
4. معدل السرعة الكلامية
5. طريقة النطق
6. السكتات والوقفات
7. مستوى الصوت
الطريقة التي نلفظ بها الكلمات لا تقل أهمية عن انتقاء الكلمات المناسبة فأصواتنا أدوات فعالة للغاية يمكننا من خلالها جذب انتباه الآخرين والاستحواذ على انتباههم او تشتيتهم وابعاد انتباههم .
الصوت يعد ترسانة كاملة تضم أساليب الاقناع جميعها ؛؛ بإمكانك ان تنقل " خمسة معاني مختلفة " للجملة الواحدة طبقا لنبرة ومستوى الصوت ..
على سبيل المثال :
ممكن أن تقول " شكرا لك " بتهكم أو حب أو كُره أو غضب أو خفة ظل ؛ فقط بتغيير نبرة ومقام الصوت.
** في دراسة قام بها أحد الباحثين أجراها على على عدد من القضاة تبين فيها أن القضاة يعبّرون عن تحيزهم وموافقتهم " بنبرة صوتهم " .
وُجد أن احتمال قيام هيئة المحلفين بإدانة المدعي عليه بالتهم المنسوبه إليه تتضاعف عندما يعرف القضاة أن للمدعى عليه سجلا اجراميا.
تجدر الاشارة هنا انه يمكنك تغيير معدل سرعة كلامك ويمكنك التحكم بالحشو والاطناب ومدى علو صوتك ودرجة نبرتك وحدتها والوقفات القصيرة اثناء الكلام .. كل هذا يدرج تحت قوة الصوت يمكنك أن تحافظ على استماع الآخرين لما تقول بتركيز تام وحيوية كاملة .
يعتبر الصوت " كالعلامة التجارية " المميزة لك أو كالبطاقة الشخصية لأنه يعكس الطاقة والثقة والاقتناع .
لذا كثيرا ما نحكم على الآخرين من نبرة صوتهم !
فندرك أن الشخص هاديء او غاضب او متعب أو حيوي من صوته !
يستفيد الأشخاص البارعون في فن " الاقناع " من الأساليب الصوتية المتنوعة كافة ؛ وينوعون في نبراتهم وسرعة كلامهم .
في الاقناع تحتاج ان يكون صوتك واضحا ومشوقا ومريحا لتزيد من فرصة اقناعك للآخرين .
لنتعرف الآن على الأساليب الصوتية الداعمة لعملية الإقناع .
أدوات الأساليب الصوتية :
1. التشديد على كلمات معيّنة :
في كل مرة يتغير فيها مكان التشديد يتغير معنى الجملة كليا ؛ ان التشديد على كلمة بعينها يجذب انتباه المستمع نحو فكرتك الأساسية ومن ثم يمكنك ان توضح النقاط والقضايا المهمة في عرضك التقديمي وأن تؤكد عليها بالتشديد على كلمات معينة بالمواضع المناسبة .
2. تغيير سرعة الكلام :
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون بشكل أسرع وبصوت أعلى وبلباقة أكثر وينوعون من تردد أصواتهم وشدته يتمتعون بقوة كبيرة في الاقناع من غيرهم .
لذا ..
نجد الخطب التي تلقى بسرعة تكون أكثر اقناعا من تلك الخطب التي تلقى ببطء واعتدال .
يرجع السبب في ذلك إلى أن الناس يعتقدون ان الشخص الذي يتكلم بسرعة أكثر كفاءة ومعرفة وعلما من غيرهم ؛ ايضا التحدث بشكل سريع لا يعطي فرصة للآخرين لمجادلتك .
فمعدل السرعة يلعب دورا كبيرا في الاستخواذ على انتباه الآخرين لفترة أطول بحيث لا نسمح لهم أن ينشغلوا بالتفكير في اشياء أخرى اثناء حديثنا معهم .
تقول الدراسات نحن نميل أكثر للأشخاص الذين يتحدثون بسرعة نشعر انهم أكثر امتاعا واقناعا .
(الدكتور ابراهيم الفقي ) رحمه الله خير مثال
معظمنا يتحدث بمعدل يتراوح بين 120_180 كلمة بالدقيقة ، مع ذلك ليس هناك معدل مثالي لسرعة الكلام فالأشخاص المحترفون بالاقناع سيبدلون سرعة حديثهم حسب متطلبات الموقف كي لا يصاب الآخرون بالملل يعني في موقف معين سيزيدون من سرعة كلامهم لجذب انتباه المستمع وجعله في حالة وعي ويقظة ؛ وتارة سيخففون من سرعة كلامهم لإشاعة جو من الترقب والانتظار إنه فن يحتاج لممارسة وتدرب ويمكن اكتسابه .
تحدث بشكل معتدل أغلب الوقت وزد من سرعة حديثك عندما تريد أن تشعر الآخرين بالحيوية والنشاط والإثارة وخفف من السرعة عندما تريد أن تبدو مهتما او عندما تريد ان تظهر أنك منهمك بالتفكير والاستنتاج او عندما تريد قول شيء مهم أو جدّي .
3. الحشو والإطناب :
الحشو غير الضروري يقلل من مصداقية وقوة عرضك كما أنه يضايق الآخرين أثناء التحاور معهم ..
ستندهش كثيرا عندما تسجل لنفسك كل الكلمات التي تستخدمها للحشو في فترات السكون التي تتخلل الحديث .
من الحشو المستخدم أثناء الكلام " الهمهمة " مثل " آه " و " أها " و " أممم " ولبعض الأشخاص طريقتهم الخاصة في ملأ فترات السكون التي تتخلل الحديث .
النجاح في الاقناع يتطلب منك أن تتخلص من " اللزمة " التي ترافقك اثناء الحديث وتخفف منها .
هناك من يظل يردد كلمة " حسنا " في نهاية كل جملة كما لو كان يتأكد من فهم المستمع له .
هذا يعتبر من الحشو الذي يضعف القدرة على الاقناع .
3. التنويع في طبقات الصوت :
الطبقة تعني العلو والانخفاض ؛ ويذكر أن طبقة الصوت المنخفضة أفضل من العالية ففي معظم الثقافات تعكس الطبقة المنخفضة بصفة عامة " السلطة والقوة " لكلا الجنسين .
بالإضافة إلى أن معظم الناس يصدقون " الصوت العميق " أكثر ويعتبرونه دليلا على الصدق والاخلاص .
بناءا على ذلك يتدرب المتحدثون المحترفون على خفض طبقة صوتهم لإحداث الأثر المطلوب ..
ومن الأشياء المعينة على ذلك شرب كوب من الشاي الدافيء قبل الكلام لخفض طبقة الصوت .
التنويع في طبقات الصوت أمر صعب لكنه غاية في الأهمية ويمكن التدرب عليه لجعل المستمعين منتبهين معك طيلة الوقت ويرجع السر في ذلك لسببين رئيسيين :
السبب الأول : أن التنويع في طبقة الصوت يمنع صوتك من أن يصبح رديئا
السبب الثاني : أن هذا التنويع يساعد في التشديد على بعض الكلمات المحددة
4. طريقة النطق :
النطق الواضح والصريح للكلمات يعطي خطابك قوة ويجعل حديثك أكثر إقناعا ؛ وذلك سيعكس مدى جدارتك وكفاءتك .
مثلا المحامون والمدربون والخطباء وغيرهم من أصحاب المهن التي تعتمد على الكلام فإنها تحتاج لوضوح تام في النطق ومخارج الحروف يحتاجون للتدريب على ذلك لضمان استمراريتهم ونجاحهم في أعمالهم .
طريقة النطق ووضوحها لها فوائد فهي تعكس خبرتك وجدارتك ومصداقيتك وتجعل من السهل على الآخرين متابعة ما تقول .
5. فترات التوقف والسكتات الكلامية :
تعامل مع الوقفات التي تتخلل أي محادثة بحرص شديد وكأنك تتعامل مع معدن نفيس .
اختر الوقت المناسب للتوقف عن الكلام ؛ فهذا سيجذب انتباه المستمعين لعرضك التقديمي وسيمنحم فرصة للتحليل والتفكير .
بالإضافة إلى أن هذه الوقفات ستمنحك الإتزان والثقة أثناء حديثك ؛ وستساعدك على إلقاء الضوء على النقاط المهمة في رسالتك .
تجدر الإشارة هنا إلى أن " الوقفة المخطط لها " تأتي مباشرة قبل النقطة التي نريد التأكيد عليها.
ومن الأخطاء الشائعة أن تكون الوقفة قصيرة بحيث لا يشعر المستمع بها ؛ يجب أن تكون الوقفة طويلة بما يكفي لإشعار المستمع بها وليشعر بأن هناك شيئا مهما على وشك الحدوث .
هذه الإستراتيجية تتناسب مع استراتيجية تنويع طبقات الصوت فاحرص على أن ترفع طبقة صوتك عند التوقف عن الكلام ؛؛ لأن هذا سيعمل على إشاعة جو من الترقب والتشويق ..
فانخفاض طبقة الصوت في هذا التوقيت سيجعل الوقفة تفقد تأثيرها وسيجعل هناك شعورا من الانصراف عن المتحدث عوضا عن الانتباه له في جو من التشويق والترقب لما سيقول .
تعليقات
إرسال تعليق