بطل ستاربكس الشهير / الطموح في سطور




" *بطل ستاربكس* " ..
يدعى " شولتز " ؛

في البداية دعني آخذك في رحلة جوية حول العالم لنرى عدد المحال التي تنتشر في أصقاع الأرض للماركة الشهيرة *ستاربكس* ..
أكثر من 10,000 محل حول العالم وبذلك تحتل هذه الشركة ما يقارب 7% من سوق القهوة الأمريكية و 1% من السوق العالمية .
يعني نحن نتحدث عن بلايين الدولارات 💵

والآن ..
دعنا نرجع للوراء عبر آلة الزمن الى مدينة سياتل الأمريكية في عام 1971 وبعبق القهوة سنروي حكاية الأصدقاء الثلاثة الأكاديمين ( زف سيغال ؛ وجوردن بوكر ؛ وجيري بالدوين ) .. الذين قرروا ان يقوموا بمشروع خارج نطاق عملهم .
كان يجمعهم *عشقهم للقهوة* الممتازة ..
فقرروا استثمار بعض المال في " كشك قهوة " ..جمعوا ما لديهم من أموال بقيمة 1350 دولار واستلفوا من البنك 5000 دولار وفتحوا كشكهم للسياح في نفس العام .

هذا الكشك ..
لم يكن لتقديم القهوة الجاهزة للسياح ؛؛
بل كان فقط *يبيع البن المحمص* مع عينات من القهوة والشاي والبهارات.
حتى البن لم يكن يحمص لديهم ؛؛ بل كانوا يستوردونه من " كاليفورنيا ".
في عام 1980 استطاع الثلاثة شراء آلة تحميص وطحن البن واستغنوا عن البن المحمص المستورد.
في هذه الفترة خرج احد الشركاء من المشروع ويدعي " سيغال " ..
بقي اثنان وهم "  جوردون ؛ وجيري "

في يوم من الأيام دخل الى المحمصة بطل قصتنا *هارولد شولتز* والذي أصبح اسمه لاحقا من ألمع الأسماء بعالم المال والأعمال ..
بمجرد دخوله للمحمصة نشأت علاقة سحرية بينه وبين المحل ..
وكالعادة *عبق القهوة* الآسر جعل شولتز يغرم بالرائحة الجميلة للبن المحمص والنظام الكلاسيكي الأنيق لعرض البن على الرفوف ..
كل هذا أنشأ نوعا من التواصل والجذب بينه وبين هذا المحل .

عندها ..
وجد *شولتز* ضالته " تجارة القهوة " هو ما يريد أن يعمل به .

لم يتأخر بطلنا عن تحقيق حلمه ..
فحدد موعدا مع ( جيري وجاردن ) وعرض عليهم خدماته ..
إلا أنه قوبل *بالرفض* وذلك لأن الشريكين لا يريدان توسيع تجارتهما بالاضافة الى أن شولتز ليس من مدينتهما فهو غريب من نيويورك .. ولم يؤمنوا بأي استراتيجية لتسويق البن سوى *استراتيجية الكلمة من الفم* للحفاظ على ثقة الزبائن.

لم ييأس *شولتز* .. وحاول مرة أخرى وعرض خدماته وبعد طول عناء وافق الشريكين بإعطاء منصب *مدير التسويق ومبيعات التجزئة* لشولتز.

عام *1981*
سافر شولتز الى إيطاليا وأعجب بشدة بالروحانية الإيطالية في تقديم القهوة على أصوات الكمنجة 🎻 ...
ولفت انتباهه الديكورات الايطالية على الحيطان والطاولات.

في اثناء تلك الزيارة فوجيء بموظف المقهى يقدم له *كوبا من الإسبريسو* ولاحظ أن بيع البن لا يتعارض مع تقديمه ☕
        بل بالعكس *يزيد من مبيعاتها* ..

ومن هنا بدأت " الحكاية " ..

رجع  شولتز  إلى رفيقيه وأخبرهما عن الفكرة في تقديم القهوة الجاهزة بالاضافة للبن المحمص في محلات *ستاربكس* ..
إلا أن الفكره رفضت تماما وأخبره جوردن انه
*لا يريد أن يُدخل المشروبات لتجارة المقهى فهو يريد أن يركز على تحميص البن وحسب*

إلا أن شولتز .. لم ييأس وحاول مرة أخرى وثانية وثالثة حتى جاء عام 1985 .
هنا وافق الشريكين ( جيري وجوردن ) بشق الأنفس على فتح مقهى صغير لتقديم القهوة .

كان من المقرر أن يفتح شولتز محل بمساحة 1500 قدم إلا أن الشريكين أقروا فقط ب 300 قدم .
مضى شولتز بتنفيذ المشروع وبعد الانتهاء منه أصبح ذلك المحل الصغير يخدم 800 شخص باليوم الواحد خلال شهرين فقط .

طبعا ..
النتائج كانت مبهرة ✨
وهذا ما دفع شولتز بدراسة لفتح محل آخر بمدينة أخرى نظرا لأن الحاجة موجودة والفرصة قائمة إلا أن الشريكين مرة أخرى قابلا هذا العرض بالرفض 😔
بذريعة " *ان هدفنا من هذا المحل هو التعريف بالبن ونحن لا نريد أن نتوسع وندخل تجارة المقاهي* "

في نفس العام 1985 قرر شولتز أن يستقيل ويمضي لوحدة في تحقيق طموحاته بعيدا عن شركاءه السلبين والجبناء 🏇

 جمع شولتز عدد من المستثمرين لانشاء مشروع ..
*بيع القهوة الجاهزة ذات الجودة العالية*
في جو من السحرية الإيطالية ..

عام 1986 افتتح شركة جيورنال وفتح اول مقهى للشركة بأطول بناية بسياتل على مساحة 700 قدم .
بالبداية كان يخدم المحل 300 شخص يوميا.
بعد ستة أشهر صار يخدم 1000 شخص يوميا..

وبدأت النجاحات تتحقق ..
والرؤية تتجسد على أرض الواقع 😃

ثم قام شولتز الطموح والمغامر بفتح محل آخر في فانكوفر وبريتش وكولومبيا ..
وكان يطمح هذا القائد لفتح 50 محلا بنهاية عام  2000 .

ونظرا لأن الشريكين السابقين ( جيري وجوردن ) لم يستطيعا أن يضاهيا شولتز وعبقريته فقد عرضا محل *ستاربكس* للبيع وبالتأكيد كان الفائز به هو نفسه " شولتز " ولم يدفع في المحل أكثر من 3 ملايين دولار .


 طبعا ..
جمع شولتز بين شركته وشركة ستاربكس وأطلق عليها شركة *ستاربكس* الخاصة
 صحيح أن جيري وجوردن ..

نجحا في كسب أرباح جيدة من تلك التجارة لكنها لا ترقى أبدا لحجم الأموال التي كانا سيجنياها لو عملا مع شولتز العبقري ..

لو انهما آمنا به وبعقليته الفذة وأعطياه المجال خصوصا أن كل المؤشرات الاقتصادية آنذاك تدل على نجاح المشاريع التي طرحها شولتز لكان النجاح حليفهما ..
لكن للأسف " *خوفهم من التغيير كان عائقا أمام طموحاتهم* " ..

لذلك كانت أحلامهم دائما متواضعة ..
عكس شولتز جامح الطموح.


دعاء العواودة
مدربة ومستشارة تطوير قيادات
وتمكين قدرات
twitter: @doua7777

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع