اﻷرض والكرة .. وجهان لعملة واحدة !

مستديرة ..
وفارغه ،، إلا من .. الهواء الذي ينفخها دون أن ترتفع .
تشبه تلك الدنيا .. باستدارتها وتفاهتها وفراغها الذي امتﻷنا به .

لست في خصام مع الكرة بحد ذاتها .. بماديتها وماهيتها !!
تماما كما أني ..
لست في خصام مع " الكرة اﻷرضية " بماديتها وماهيتها ..

اﻷرض كغيرها من الكواكب بل العكس انها تملك كل مقومات الحياة ..
والكرة .. كغيرها من الكرات التي يتقاذفها الصغار والكبار ..
ولكن ،،
ما يختلف هو ان كرة القدم .. وكرة اﻷرض يشتركان في أسباب تراجعنا لما أصبحنا نلهث ورائهما ..
" فشغلنا بهما عما خلقنا له "
يشتركان في " سرقتنا " .. في
 " بصقنا " من جوف اﻷحداث المهمة الی ملعب اﻷحداث التافهه .
يأسرون اختياراتنا المتاحة في فرق محدده .. يأسرون اهتمامنا البالغ في تشجيع قاصر علی فريق معين .
يشحذون فينا سكاكين العنصرية والتطرف .. والتعصب ، تماما كمدرجاتها " الطبقية " !

 المستديرة ..
أصبحت تستنزف دماء غضبتنا .. وإلتياع أفئدتنا .. تستهلك "حميتنا " في
        ~ لعبة محبوكة ~
باتت تستوعب خدعة السياسة .. ومساويء التعصب .. وجهل  العنصرية .. حتی النزعة الدينية باتت تستوعبها تلك الكرة !

لست أدري ..
هل نحن من يلهو بالكرة ،، أم هي من تلهو بنا ..
شغلنا كثيرا .. عالمها
    أخذنتا كثيرا ... أضوائها
لم نعد نلهو بها كالسابق .. انها تلهو بإرادتنا ،، ووعينا الغائب !!                       تنافسنا على عقولنا .. على رؤيتنا التي انحسرت في " فوز سحيق " ترتفع من أجله اﻷعلام والرايات .. بل وتقام له مهرجانات النصر .. وتعزف ﻷجله المواكب أبواق كسب الجولات ..
منذ متى .. تختصر فرحتنا ، ويختزل نصرنا ..؟
في فسحة من عشب أخضر .. يتقافز فيها الرياضيون بعضلاتهم المفتولة .. وتصفق لهم الجماهير بعقول مشلولة ،،
فانشلت قلوبنا إلا عن الفريق الذي نؤيده ، واعتلت أروحنا الرياضية ، إلا عن نادينا الذي نؤازرة ..
أصيب فيه ولاؤنا الفطري باﻹنشقاق .. فصرنا نحمىء ضد أبناء عقيدتنا ..لقد فصلتنا الفرق واﻷندية ..
صرنا نتعصب لﻷلوان و القمصان التي تحمل شعار فريقنا ،،
قد شوهت تلك الكرة الكثير من غريزتنا وفطرتنا ..
إنها تشطرنا الى أنصاف بعدد النوادي والفرق .. انها لا تعمل مع ساعة كوننا التي تشير ( للواحدة ) لوحدة العرب الضائعة .. بل باتت تقسمنا وتعزلنا عن قضايانا المهمة ... تقصينا عن " أقصانا ".. وتفصلنا عن وحدتنا .. تلهينا عن أهدافنا .. وتشغلنا .. وتأسر اهتماماتنا ،،
لا بد من وقفة .. تشبه وقفة
" حكم الملعب " المليئة باﻹنتباه ،، المشبعة بالحضور .. لنقيم ذواتنا في انصياعنا المشدوه .. لضجيج الملاعب ،، لقميص اللآعب .. لشعار الفريق .. لشباك المرمى .. الذي نجح في أن يوقع قلوبنا في شراكه ..
بينما شباك الظلم واﻷسر وشباك العزل واﻹقصاء تكبلنا ..سياج الحدود يشوهنا !!

متى ..
نخرج من جيوبنا " الكرت اﻷحمر " لنطرد من عقولنا ووعينا وهم "الكرة " .. وسراب الفوز القاصر .. واتساع الملاعب الخادع الذي يضيق بأحلامنا ..
تلك اﻷحلام التي لا يليق بها أن تنمو على عشب الملاعب الذي تدوسه اﻷقدام بعبث خاوي .. كقلب الكرة التي لا يلؤها سوى الهواء .

أرى ..
أننا نستحق نصرا أعظم .. نستحق أن نصارع " فرقا " نبذل ﻷجل التغلب عليها الغالي والنفيس .. نستحق أن نرفع اﻷعلام ونرفرف الرايات عند ( أبواب اﻷقصى) الذي ينتظر منا أن" نتحرر " من أسرنا ..
ينتظر من أكفنا أن تزيح عن قرص الشمس تلك " الكرة المستديرة " التي حجبت النور ووفرت لنا ظل الملاعب .. لنظل هائمين على وجوهنا ..
ينتظر من نواصينا أن تستجمع أمرها وتأخذ بزمام اختيارها .. فتميز بين الباطل والحق !!
تنتظر من تلك النواصي أن تنضج بما فيه الكفاية لتخر ساجدة بعد أن تستوي إرادتها في باحات اﻷقصى التي تتوق لتلك الجباه الشامخات.

#دعاء_العواودة
#لنصنع_الوعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع