زمن الدهشة !!

زمن الدهشة ..
تلك " البرهة " المتصلة برحم اللحظة .. المنفكة عنها .. المولودة من فوهة الشهقة اﻵنية ،،
تلك الوصلة الصادقة من الزمن المنجر وراء اﻷزلية،،
ما أجملنا .. ونحن نعانق طيف انتباهنا العفوي لحظة حضورنا.. في مزاج " اﻵن " .. ذلك الحاضر الذي انصرف وعينا عنه رغم حدوث كل عملياتنا الحيوية فيه ..
فحضورنا الهارب .. والمنشد نحو ماضينا المتجمد ،، أو مستقبلنا المتقد بالخوف و اﻷمل .. حرمنا لذة العيش في كنف ذلك الزمن الحي .

دعونا ..
نعيش لحظات "الدهشة" .. ونستفز ملامحنا ،، كي تغادر ثكناتها المستقرة فيها منذ أمد ..

دعونا ...
نتعجب ونتساءل ونتفكر ،، دعونا نتحسس الجمال ،، ونتجسس على جوفنا الرمادي ..الجاف .. البارد .. الذي يسرق مشاعرنا ويجمدها في براده الكبير .. الذي يتسع للكثير من لحظات الدهشة المسلوبة ،،
دعونا نحطم الغلاف الذي يكبل تلك المشاعر المحنطة بحروف كلمة مصمته تنعت بال :
                 " عادي " ..
تلك الكلمة القاتلة .. التي اختصرت الكثير من اﻷحاسيس النضرة .. حين كانت سويقتها الغضة .. تشق طريقها لتعانق جمال اﻷحداث .. وغمام اﻷحلام .. وروعة استكشاف الوجود ..

نحن بحاجة ..
ﻷن نستهجن ما يدور حولنا ،، ليتفتق النور من بين ثنايا الغفلة .. لنشق بمخالب " الوعي " حرير جهلنا المريح ..
لننزف فرحا أو ألما .. من ذات المكان الذي أحدثنا فيه شق الوعي بما يدور حولنا ولنسمح لهذا الشق أن يتسع للدهشة التي تتملكنا حين نفرح أو حين نتألم ..

فشرعوا .. وعيكم وأوعيتكم لتتلقف مطر الدهشة .. واملؤا جيوب الإدراك بالمشاعر المعاشة في قلب اللحظة ..
افرحوا .. حين يأتي وقت الفرح وأدركوا الجمال المنبثق من عيونه ..
تقززوا من القبح والغير مألوف والشاذ عن الطبيعة وأوهبوا ملامحكم حرية التعبير ..

أفسحوا أمام مشاعر" اﻹمتنان " .. الفرصة لﻹزهار في كفوف المعطيين والمغدقين ..
 فاشكروا .. وافرحوا .. وتعجبوا .. واغضبوا حين تنتهك الحدود .. واحزنوا حين يفوت الخير .. سامحوا وابتسموا ،،

وتذكروا ..
أن تفعلوا كل هذا في وسط مادي يسمح لتلك المشاعر أن تتفاعل مع حالة الدهشة وخير وسيط يجمع بين هذين اﻹكسيرين وسط يمتليء بالحياة انه وسط ..

        " اللحظة اﻵنية "


#دعاء_العواودة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع