حرية الاختيار





 كم أنتَ حُرٌ أيها " الإنسان".. 

رغم  ؛؛ سطوةِ الجاذبيّة التي تحبسُك إلى الأرض ؛؛  إلاّ أنك.. تمارسُ الحريّة بطلاقةٍ تضاهي أكبر الأجسامِ السابحةِ في فضاءٍ عائم.

ها أنتَ رغم قيدك تتحرك .. تجري وترقص .. تقطعُ البحار.. تتسلقُ الجبال تخترقُ السماء .. وتسبُح برشاقةٍ مع الغيم.. ترتادُ كُلّ ميادين الحريّةِ غير آبهٍ بقوانين الجذب.

وعندما .. تنوي القعود وتركنُ لمركز الأرض،، تفعل ذلك بمحض " إختيارك المطلق" .

دعونا نتحدث عن فلسفة الإختيار داخل "عملية تيفكاس "

إذا كان التغيير أمر " حتمي "فهذا يعني أنك أنت  كإنسان جزء من هذه العملية التي تسري على الكون بأكمله بحتميّة تخضع للسنن الكونية والمشيئة الإلهية..


ولكن .. في محور حياتك وعالمك الصغير الذي تملك التحكم فيه والسيطرة عليه أنت أهم " جزء " في عملية التغيير ولديك باعتبارك عامل من عوامل التغيير .." حرّية الإختيار " في خوض شرف المحاولة أو عدم الخوض في شرف تلك المحاولة .

نحتاج ..أثناء خوضنا " لحتميّة التغيير " أن نتعلم فن وعلم (تطويع اختياراتنا بحرية) وفق مباديء تيفكاس لجعل التغيير يصب في مصلحتنا. 

وأثناء التجهيز لخوضنا في " حتمية التغيير" يجب أن نعلم أن دماغنا مضطر للتعامل مع الأفكار كما يتعامل " الصائغ من الذهب ".. نطوّع أفكارنا ونصوغها بإيجابية لتلائم متطلبات المرحلة ..

وأول ما نبدأ به "تصحيح المفاهيم وإعادة تفسير الأحداث" من حولنا.

نبدأ .. بمفهوم " الفشل " وماذا يعني " لعقلك".. وكيف تصوغه آلة التفكير التي تقبع في رأسك وكيف تترجمه أفعالك؟


الفشل ببساطة هو : " سوء تحليلنا للأحداث وسوء تقبلنا للتغذية الراجعة من الكون"

الفشل :

" شكل من أشكال النجاح لكنه يأتي بوجهه غير المألوف وغير المرغوب، يأتي متنكّرا بشكله المخيف"

الفشل : " هو المخاطرة بارتكاب الخطأ لحدوث عملية التعلم وتكوين التجربة. 

ولو نظرنا لعملية التعلم لوجدناها تتألف من سلسلة من الأخطاء المتراكمة تتشكل على هيئة معلومات وعندما تتكدس هذه المعلومات لتصل " للكتلة الحرجة" تولد لحظة التعلم والتنوير .. إذا " الخطأ مادة التعلم الخام". 

 عملية" *تيفكاس* " تشجعك على تقبل " نتيجة الحدث " كما هي بدون رتوش أو مكياج .. وتقبل كل " الهدايا " الآتية من التغذية الكونية المعززة لإرادتك في المضي قدماً لتحقيق التحوّل والوصول للتغيير المطلوب بأسرع وقت وبأقل الأضرار.

حسناً ،، أريد منك  أن تنظر للحياة من حولنا ..كيف تطرق بابنا كل حين التغييرات الطارئة.. وكيف تباغتنا الأحداث وتفاجئنا الطبيعة .

من وقت لآخر .. ستصيبنا الحياة بتغييرات هائلة وسيمسّنا العالم بتحولات كبيرة.. سننظر لهذه التحولات باعتبارها " إيجابية أو سلبية".. بناءً على *منهجنا الشخصي* تجاهها.   ما إذا كانت مفروضة علينا أو متوقعة أو موصى بها أو طبيعية


هذا كله لا يهم ..

ما يهم " جودة إستيعابنا " وتعلّمنا من هذه التجارب.. وهذين الأمرين يحركهما " حديثنا الذاتي"  الذي بنيناه لسنين في أعماق دواخلنا.


إسأل نفسك هذا السؤال لتقيّم جودة أحاديثك الداخلية

هل أنت : شخصية " إستجابية"                                       أم ..

شخصية " إستباقيّة "؟

إجابتك الصادقة ..قد تحدث " ثورة " عارمة في مقصورة القيادة التي يسيّجها قفصك الصدري ..

سينتفض قلبك ويعترض عقلك ستبدأ المعركة أمام أسطول الأفكار التي تحملها منذ سنين .. قد تنتصر فيحدث التغيير إلى الأبد .


هل تشعر .. بأنه ليس لك خيار بما يجري حولك وليس لك يد بما أصابك؟

هل الأمر خارج عن سيطرتك..والناس من حولك تُنهِكُك.؟ 

أتكره الحياة وليس لديك طاقة لمواجهتها ،، تشعر بالإنهزام والضغط الشديد، وتود لو أنك لا تواجه يوما آخر؟

 أم أنك .. تشعر بأنك تملك حرية الإختيار وتعرف الطريق إلى هدفك بالحياة وتعتقد أن لديك غرض من تواجدك على سطح هذا الكوكب.

هل تشعر أن لديك رغبة مشتعلة وحماس متنامي ،، ولا يمكن لأحد أن يوقفك أو يقهرك.. ولديك موارد كثيرة وتشعر دوما بالتفاؤل والإلهام والسيطرة وكل يوم بالنسبة لك هو " هدية " لميلاد جديد.


 أجب على نفسك ..  وعزز صوتك الداخلي للتغيير .. واعلم

أن المتشائم يجد صعوبة في كل فرصة،، 

بينما المتفائل يجد فرصة في كل صعوبة.

هذا الفرق بين " الإستجابي " السلبي

وبين " الإستباقي "الإيجابي


أنت من تختار ..الطريقة التي تواجه بها أمواج الحياة؛؛.     يمكن أن يوجهك "صوتك الداخلي" لتؤدي دور العوالق البحرية التي تنجرف مع التيّارات المتقلبة بدون أي مقاومة.

أو يوجهك ذات "الصوت الداخلي" لأن تتمثل دور الدولفين الذي يبحر مع التيار ويقفز مع الأمواج برشاقة وحرية.


أختم .. بحكمة لرجلٍ حكيم وصف صراعاته الداخلية بعبقرية.

قال : " يوجد بداخلي كلبان ..

* أحدهما شرير والآخر طيب *

الكلب الوضيع يصارع الكلب الطيب طيلة الوقت.. وحين سُئل؛؛

أيهما يفوز؟

فكر للحظة وقال:

" من أُطعمه أكثر ".

إنها الأداة الأولى من أدوات التحول ..

أداة تحويل الحديث الذاتي للصوت الداخلي للوصول لمرحلة التفكير " فائق الإيجابية".




#دعاء_العواودة 

القاهرة  29/أكتوبر /2020 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع