وصلة روح
في طُرقات الذاكرة ،،
أختار التجوّل حافيةَ الكعبين ..
خالية البال .. حاضرة الخاطر
أختار ،،
أن أتجول بقلبٍ عارٍ من الأحكام ..
بروحٍ تلمسُ الأفهام ..
هناك ،،
أحتاج أن أُعبّر عني ..
وأسمحُ للذكرى أن تُعبّر لي
لنعبُر معاً سيلاً جارفاً من النسيان
أوقنُ ،،
أنّ مفاتيح العزف لا تتغيّر ..
وأنّ الأنغام لا تتلف مهما تقادم عليها الزمان.
أعلم ،،
أنّ من يتغيّر هو ألحانُنَا .. وأحوالنا .. وحبالنا الصوتيّة التي ألِفت الصراخ ..
ما تغيّر هو شكل قصباتنا الهوائية بعد أن نالها رصاصُ الكتمان فغدت ك نايٍّ لا يعزفُ إلاّ الأحزان.
يصبحُ الفشل مجيداً ،،
حين تسبقه نيّة صادقة للنجاح
وسعيٌّ حثيث للفوز ..
لا تعبأ بالنتائج إن لم تقف في صفّ طموحك.
ما كان ،،
ليس إلاّ رصيداً مدّخراً لم يشأ ربُّ الأقدار أن يهِبهُ لك الآن ..
فالنجاح لا يرتبطُ بالنتائج الملموسة وحسب
هناك نجاح مغلّف يأتي على هيئة " إدراك " ورِفعه في الوعي يخدمك العُمر كلّه.
أن تضيع ،،
ثم تشرعُ في البحث عنك ..
أن تتشرد وسط أملاكك الخاصة
فتغدو ،،
أنت .. الضائع
وأنت " قصّاصُ الأثر "
أما الخاطف .. ( فالدنيا بأسرها)
التفرّد ،،
حالة وجوديّة تعبّر عنك ..
لا تغيّر هذه الفرادة من ماهيّتك
لكنها تنقلك من موقعك وتعيد صياغة مكانك وتوظّف إمكاناتك بما يتيح لك أن تتدفق بانسيابية وحريّة تلامس بها طبيعتك وفطرتك التي جُبلت عليها حين أودع الله فيك سرّه.
إلى أين أيتها الأحلام ..
إلى أين ؟
اخترتِ أن تهاجري باكراً يا أملي..
قبل أن تنضج السّنابل في الحقول
هاجرتِ ..
وأشرعتي تتوقُ لأنفاس الرياح
تعجّلتِ..
حين اختارت كل الظروف أن تتأخر!!
ودّعتُك الله يا عصافير أمنياتي
وفي انتظارك إلى أن تعودي .. عُودي وعهداً لأوفيكِ كلّ وعودي
تختلف طرق الوصول ،،
وتتعدد دروبه ..
لا تكترث حين يكون الدرب مشروعاً بمدى وعورته
عند الصعود
ركّز يا صاح على " استراتيجيتك "
لا تغرق في " التكتيكات " وتضيع في أدغاله.
فالإستراتيجية تخبرك طول رحلة الصعود ،، ماالذي لا ينبغي المجازفة فيه أو اقتحامه ،، ما الذي لا ينبغي بناؤه أو إنتاجه أو حتى بيعه.
واعلم إن غابت عنك شمس الإستراتيجية ستجدُ أن كل التكتيكات التي تعمل عليها في عتمة البصيرة تبدو معقوله وتخدم وصولك.
لا تسأل نفسك ما الخطوة القادمة.
إسأل أين سأضع قدمي في الخطوة التالية؟
وهل أغيّر وجهتي إن لزم الأمر وأقرر أن لا أخطو أصلا؟؟
في النهاية.. أنت لا تخوض سباق مسافات أيها المناضل .. أنت تلعبُ لعبة وجود يتحتّم عليك فيها أن تخرج رابحاً كي تصل بأمان.
لا تجتهد في البحث عن مكان لك في الخارطة ..
إجتهد في نسج قصّتك لتشرّفك في محفل " التاريخ "..
الجغرافيا لن تسعفك عندما يتعلّق الأمر بالخلود.
ما سيجدي حقّاً هو " سيرتك ومسيرتك وسريرتك"
فاعمل عليها.
اختارت تلك الزهرة أن تعانق السياج وتتبسم من خلاله
اختارت ،،
أن ترتبط فيه .. على أن تعلن عند حدوده ثورة إقتلاعه أو إقتلاعها
اختارت ..
أن لا تراهُ شائكاً ... بل منسوجاً بأمان ليعبّر لها عن مدى حبه وتصميمه لحمايتها.
اختارت،،
أن يحتويها باستسلام
وهو اختار أن يحميها ببسالة
عند الخسارة ،،
تتجلى أمام ناظريك كل " الفتوحات " الضائعة ..
تلك الهزائم التي تعيشها ،،
تجعلك تقاسي ألم الفقد
ووجع الفرص المشرّدة ..
لتُبعَث "انتصاراتك الداخلية" من رحم الإخفاق
إن أنت اعترفت أن ما خضته كان معركة
وأن الانتصارات التي تخصّك تأتي أحياناً على هيئة هزائم.
صناعة البهجة ،،
لا تتطلب منك الكثير
شيءٌ من النية الصادقة ..
وقليل من التفاؤل
وقدرٌ يسير من بذور الأفكار
وشعلةٌ واحدة من الحب
هذا القليل سيصنع لك ..
الكثير الكثير من لحظات الدفء
لا أخشى ،،
نشر أمنياتي في مهب الريح
لا أخشى..
تعريضها لجنون الطقس وتقلّباته
أحتاج ،،
أن أتيقّن أيُّها كان " حُلماً عابراً " أو " طُعماً " فاتحاً لشهيّة النسيان ..
وأيها كان " رؤيةً صادقة " تُخلِص لذاكرتي ما حييت.
أحتاج ،،
للرياح أن تعبث في ذاكرتي وتقتلع في طريقها كل الأقنعة والقناعات والعناقات الزائفة للظلال الهاربة مع طلعة الضوء.
#دعاء_العواودة
القاهرة :26/أكتوبر /2020
تعليقات
إرسال تعليق