المؤدب البيولوجي

..  " المؤدب البيولوجي " ..

هاهو الجائح الجائع يعبُرُ القارات ويتخطى المحيطات دونما استئذان ،،
لا يطرق الأبواب ولا يعطي الضوء ولا يرفع شارة البدء ..

ذاك " *المستتر الفاضح* " ،،
المربّي الشرس ،، والمعلم المفترس ..
مُحدث الزلازل النفسية
وموقظُ المخاوف البشرية
 بأمرِ ربّه ..

صامت زاحف؛؛
جعل العالم بأسره يتكلم عنه ويقف لأجله .

بحذرٍ وخوفٍ ووجل ..
انسحب الجميع أمام كبريائه وسطوته ..أمام جحافل انتشارهِ دون تذكرةٍ ..
على بساط ريحٍ عليل ولربما " نسمة أكسجين ".

هاهو يسطو على " هوائنا " ويعتلي مركبة ريحنا، يمتطي هبّاتِ نسيمنا .. ويستقلي بكبرياء على عروش مسطّحاتنا مقيّداً بذلك كل تحركاتنا غير آبهٍ بإرباكنا..

همّه الكبير ؛؛
 إرباك حياتنا لنعيد نحن *الأحياء* إعادة إبتكارها ،، بارتكابها من جديد على نحوٍ آخر يعلمنا إياه ذاك المعلّم الشرس " *عديم الحياة* " .

فهلّا انحنت البشرية قليلاً وانتحلت دور *التلميذ* أمام هيبةِ ذلكَ المربّي الصارم ..
وقالت " سمعاً وطاعةً " للصانع العظيم جلّ في عُلاه.

هلّا فهمنا الدرس وانصعنا لوحي السماء وترفقنا بالأرض المثقلةِ بأخطائنا وعثراتنا.

لعلّنا ؛؛
نحن الأحياء قد فهمنا الدرس هذه المرّة ولكن !!
على طريقة مؤدبنا البيولوجي *الأصم الأبكم الأعمى*
لعلّنا فقهنا ما يريد ..
دون حاجةٍ للسبورة والطبشور..
أو للقاعةِ والدكتور.

فهمناه ؛؛
دون قلمٍ ودفتر
دون أي حديثٍ يذكر.

فهمناه ؛؛
بصمت .. بصمت ... بصمت

#دعاء_العواودة
٢٤/مارس/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع