سين .. الهداية والعطاء والرزق والشفاء

" قال كلا إن معي ربي سيهدين "

تلك اﻵية الكريمة التي تحمل من اﻹعجاز وتبلغ من المعاني ما يشنف اﻵذان ويستجلب اﻷلباب ...

                ~ كلا ~..
تلك الكلمة التي ترتسم حروفها بانسيابية وتمر على اﻷلسن كسيف مسلول ،،
تستل دونه الشكوك والظنون التي قد تخالج النفس لحظة تمرد الباطل .. واستقواء شوكته !!

" فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "

سبحان الله ،، من لا تنهار قوته ويتشتت عقله أمام هذه الكلمات المرجفه ،، التي ترتسم معها فصول النهاية !

إلا أن كليم الله .. الذي صنع على عينه ،،
لم ينتظر أن يفكر بمصيره .. ولم يسمح ﻷركانه التي تعمرت باليقين وحسن الظن بمن خلقه أن يخالجها الخوف حتى من أعتى الملوك على زمانه ،،

فجاءت " كلا " القاضية الحاسمة  المثقلة باﻹيمان والعتاد والقوة واليقين ...
جاءت بعد أن " قال "  بدون أن تحمل تلك الكلمة فاء المتابعة التي لا تحمل وراءها زمنا يسمح بالتفكير أصلا .. !!

لكن موسى عليه السلام كان في استغناء عن هذه " الفاء " رغم أنها لا تحمل باﻷصل مهلة زمنية للعقل أو القلب بأن يتخذ قرارا ..


ان موسى عليه السلام كان في استغناء تام عن كل تلك الحروف التي تستند على الزمن .. ﻷن قراره كان حاضرا لم يغب عنه البته ..
وﻷنه اتكأ بكل قواه هذه المرة ليس على " عصاه " .. وانما على من خلقه وسواه ،، استند على قوة من أوجده وألهمه وهداه ،،

فكان حريا به ..
أن يسقط فاء الحاضر التي توجب المتابعه ..
ليستند على سين المستقبل الغيبي ..
سين الهداية والرشاد والكفاية والنجاة .. سين الشفاء والعطاء والرزق ،،

لهذا كان حقا علينا أن نسكب كل
                 " اليقين "
 في هذه السين مع الله ...


#دعاء_العواودة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع