الحِيَل النفسية وفقه الدفاع عن الروح


تجبرنا الحياة أن نتعامل معها بما يتناسب مع قوانينها الصارمة لا مجال للخداع مع هذا النظام المحكم والمحبوك  ..

في اللحظة التي تنوي فيها ليّ يد الحقيقة ،، يرد عليك هذا النظام بكامل ثقله ليعلمك الدرس وليخبرك أنك تجاوزت الخطوط الحمراء وعليك العودة لجادة الطريق  ..

نعم ،،
لقد تم تصميمنا بشكل يقبل التطور ويندفع نحو النمو ،، فتم إلحاقُنا في مدرسة الحياة لمواكبة التحديات ومعالجة المنعطفات ،، وللخروج من المآزق والبحث عن الحلول .
علينا أن نتذكر عند كل مفترق طرق أن الحياة قد تمت هندستها بطريقة تخدم وعينا وتساهم في تطورنا وبنائنا ذهنيا ونفسيا وروحيا.
ولأننا في مرحلة ما من مراحل نضجنا  .. فوّتنا بقلة خبرتنا وجهلنا هذا المعنى الحقيقي للحياة ،، فتاهت الروح في دهاليز النفس المعقدة  .. وعِوضا عن فهم الدروس الحياتية بتنا ننشئ دروعنا النفسية ظنّاً منّا بأن ذلك سيحمينا من الألم والتهشّم وسيحفظنا من التشوهات.

لكن الواقع كان له رأي آخر  ،، فعلى الصعيد النفسي باتت هناك الكثير من الأخاديد طمعا في مواراة الحقيقة ،، والروح لا زالت شاردة .. تبحث عن من يعيدها لمعقلها  الرئيسي الذي انبعثت منه .. تبحث عن من يعيدها " لفطرتها " وجبلّتها الأولى  .. هذا وحده فقط ما سيجعلها تخلد لسكينتها وطمأنينتها  ،، 
حينها ستعرف هذه الروح الطريق نحو النماء والتدفق والعطاء وحدها  .. ستنفق مخزون طاقتها في البناء بدل صرفه في الدفاع عن نفسها التائة الشاردة في الطرق المنتكسة  ..

فيا تُرى متى نعطي هذه الروح حقّها في السكينة ؟ متى نجردها من بدلتها القتالية ؟ متى تستريح من حيلها الدفاعية؟
ألا يكفيها مشوار النضال والمقاومة  ..!!
ألا يكفيها رفضاً للواقع وسخطاً من الأقدار ..
كيف لنا أن نعيد لها اتزانها وندرّبها على الهدوء وعلى فن القبول والتسليم ؟
كيف ندربها على " التسليم " بدلا من " الإستسلام " ؟
كيف نعلمها على " الإنتصار " رغم الخسائر ؟
كيف ؟؟


#دعاء_العواودة 
الرياض







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع