مشاعر


بغض النظر عن حجم الكاتلوج الخاص بمشاعرك، ومدى رحابة أحاسيسك لاستيعاب درجات شعورك الصاخب أو الباهت .. 
إن كنت تحب أن ترى الدنيا بألوانها المتباينة والمتدرجة .. فما عليك سوى أن تلج عالم الشعور  ..
وما أدراك ما هذا العالم الصاخب ،، الملوّن .. المنغّم .. المليء بالدهشة والإثارة .. 

في الحقيقة .. 
أننا لا زلنا نحبو يا رفاق ،،
ما زال أمامنا الكثير لنتعلم ،، ونتعرف على تلك الذات التي نحملها بين أضلعنا ..
فعالمنا الذي بدأت معالمه تتغير وتختفي .. اختفت معه الكثير من المشاعر التي لم نتذوقها بعد .. أو ربما نسينا طعمها. 
ولعلّ انتكاس الفطرة وتشوه الطبيعة هي منشأ هذا التخلف ،، بتنا نُسحق تحت وطأة التطرّف الشعوري سواء في الحب أو الكره.. في الحزن أو في الفرح .. في الحلم والغضب
لقد أخذنا ذلك التطرف بعيدا... بعيداً جداً عن خياراتٍ واسعة من المشاعر التي تقبعُ في منتصف سلّمنا العاطفي. 
كثير من تدرجات الشعور لم نعد ندركها أو نتعامل معها والبعض الآخر لم نختبره أصلاً .. فالأبيض والأسود يطغيان على خريطة مشاعرنا بعنجهيّة وتتطرف. 

هل سألت نفسك يوما ما هي درجة الشعور التي تسبق عاطفة الغضب وما هو سقف شعور الفرح .. 
هل يمكن أن تقيس درجة مشاعرك؟ 
وتصنّف نوع العاطفة التي تعتريك؟ 
هل تجيد تسمية شعورك الطاغي في موقف معين على بقية المشاعر المتزاحمة في صدرك؟ 
ماذا لو علمت أن خريطة شعورك الحرارية تكتظُّ بأكثر من 10.000 آلاف لونٍ شعوري .. 
كل لون له اسمٌ يعبّر عنه.،، هل تتخيل أن شعور الحزن وحده تندرج تحته العديد من درجات الشعور التي تنتمي لنفس الخط العاطفي. 
فأن يسألك أحدهم كيف حالك ؟ بمعناها الموسّع
تعني على أي حالٍ شعوريّ أنت الآن .. ما هي موجة تردداتك المشاعرية في تلك اللحظة. 
ولأننا إعتدنا على مذاقين أو أكثر من مذاقات الشعور الرئيسية سترد بأنك فرِح أو حزين أو ربما قلق أو خائف .. إلخ
دون أن تحدد بدقة ماهو شكل الفرح الذي يعتريك إن كان نشوة أو متعة .. سعادة أو سرور .. أو ربما رضاً وبهجة. 

لا أعلم مدى تفوّقنا في وصف تعابير الروح .. ومدى قدرتنا على إكساب الشعور الذي يعترينا إسماً حقيقياً يستحقه. 
لتبدو الحياة لنا أوضح وألذ وأصدق ،، ولنعيش اللحظات بألوانها الحقيقية دون تزييف حتى وإن كان على مستوى شعورٍ عابر.

#دعاء_العواودة 
القاهرة 










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقنيات التدخل في التدريب

حوار " الآيكيدو "

أنا وشيء من وجع